كاميليا عبد الفتاح عن وجوه شهريار لفتحي عبد السميع: منطقة وعي مختلفة
نظم بيت الشعر بالأقصر أمسية لمناقشة وتوقيع كتاب "وجوه شهريار" للشاعر فتحي عبد السميع مساء أمس الأربعاء.
ووجوه شهريار هو الكتاب الذي صدر مؤخرًا عن سلسلة كتاب اليوم، عدد ديسمبر 2022، وقد شارك في العرض والتقديم الناقدة الدكتورة كاميليا عبد الفتاح، وقام بتقديم الأمسية الشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر.
تفاصيل الأمسية
بدأ فتحي عبد السميع حديثه بتوجيه الشكر لبيت الشعر والقائمين عليه والدكتورة الناقدة كاميليا عقد الفتاح، ثم انتقل للحديث عن الحكاية وأهميتها في حياتنا، ودورها في إثراء حياة الأشخاص، باعتبار الأشخاص أنفسهم حكايات تتلاقى وتتوالد، متحدثًا عناصر الحكاية، التي تتكون من عنصر الراوي والحكاية نفسها والمتلقي أو المستمع "شهريار" مؤكدًا على أهمية هذا العنصر الخفي وهو عنصر التلقي الذي يجدد الحكاية ويمنحها أبعادًا ودلالات أخرى.
أما الدكتورة فقد تناولت في عرضها موقع المتلقي من كتاب "وجوه شهريار" هذا الموقع الذي يبدأ من العنوان الذي يعد المتلقي بطرح جديد، ويجبرنا على القراءة والتأمل والبحث عن تصنيف ملائم لهذا الطرح، تقول: وجوه شهريار من العناوين التي تمنح ما أسميه بالانفتاح الدلالي، والدهشة الدلالية أيضًا، فتعدد الوجوه ارتبط بشهرزاد في الوعي السائد ولم يرتبط بشهريار، إلا في نظرية التلقي الغربية الحديثة، فقد استقر في هذا الوعي ما تمتلك شهرزاد من الوجوه التي تتعدد بمقدار تعدد حكاياتها وقدرتها على الانتقال من دهشة إلى أخرى، هذا التعدد وهذا الحكي الماكر الثري هو خلاصها من السيف / الموت.
منطقة وعي مختلفة
واستطردت: اتجه الكاتب إلى منطقة وعي مختلفة، حين ألقى الضوء على التعدد الشهرياري، أو تعدد وجوه شهريار، لا بصفته متلقيًا فقط، بل بصفته متلقيا يعيد إنتاج ما يتلقى، فيتحول إلى هوية الحكاء، ويتبادل مع شهرزاد موقعها وتتبادل موقعه في توالد هوياتي ثري، وتتضح قيمة هذا التوالد حين ندرك أنه يتجاوز شهرزاد وشهريار التراثيين إلى السرد والشعراء إلى المبدع والمتلقي، وأن هذا التداخل مظهر أصيل لتعقد عملية الإبداع وتداخل أطرافها يقول الكاتب في مقدمة الكتاب:
شهريار وشهر زاد هما آدم وحواء الأدب، كل عمل أدبي له نصيب منهما، أو يدين بالفضل لكليهما، كل عمل أدبي يولد نتيجة إصغاء، ويتحول في وقت لاحق إلى قول جديد.
أما عن الدكتورة كاميليا عبدالفتاح فهي شاعرةٌ وناقدة وروائية وقاصة لها العديد من الإصدارات والمقالات فى الشعر والنقد، والرواية، حصدت بفضلها العديد من الجوائز، كان آخرها جائزة إحسان عبدالقدوس للمقال النقدى.
وهي أستاذ مساعد فى تخصص الأدب والنقد بجامعة الباحة – وجامعات المملكة – سابقًا، وعضو كل من اتّحاد كُتّاب مصر، وأتيليه جماعة الفنانين والكتّاب بالإسكندرية، والجمعية المصرية لأصدقاء مكتبة الإسكندرية.
من أبرز مؤلّفات الدكتورة كاميليا عبد الفتاح حفني: "القصيدة العربية المعاصرة، دراسة نقدية تحليلية فى البنيةِ الفكرية والفنية"، "الشعر العربى القديم، دراسة تحليلية نقدية فى ظاهرة الاغترابِ (أبو العلاء المعرى نموذجًا)، "الأصولية والحداثة فى شعر حسن محمد حسن الزهرانى، دراسة تحليلية نقدية"، و"خصائصُ التشكيلِ الفنّى فى القصيدة العربية المعاصرة، دراسةٌ تحليلية فى أساليبُ الأداء اللغوى، وأنواع الصورة الشعرية، وأنماط الإيقاع، وبِنيةِ القصيدة"، وغيرهم.
أما عن فتحي عبد السميع بدأ القباحي فهو شاعر وباحث مصري من مواليد قنا عام 1963م، رئيس تحرير سلسلة الإبداع الشعري التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأمين عام مؤتمر أدباء مصر «دورة المشهد الشعري» في الإسكندرية عام 2009م، وأمين عام مؤتمر إقليم وسط وجنوب الصعيد عام 2011م، وعضو اتحاد كتاب مصر، ومنسق مهرجان الجنوب للشعر العربي، وعضو مجلس إدارة مركز الثقافة اللامادية بجامعة جنوب الوادي.
صدر له "الخيط في يدي ـ هيئة قصور الثقافة 1997، "تقطيبة المحارب ـ كتاب حتحور 1999، مكتبة الأسرة 2002"، "خازنة الماء ــ شعرـ المجلس الأعلى للثقافة 2002"، "فراشة في الدخان ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2002، "تمثال رملي ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2012"، "الموتى يقفزون من النافذة ـ هيئة قصور الثقافة 2013"، "أحد عشر ظلا لحجر ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2016"، "عظامي شفافة وهذا يكفي، دار بتانة، 2022".