كارتون هندى
منذ فترة ليست بالقصيرة، لا أشاهد برامج التليفزيون المعروضة في الفضائيات. مواقع الإنترنت بـ تديني فرصة أكبر لـ اختيار ما أريد.
من كام يوم، كان آخر ليلة في إجازة بناتي، فـ طلبوا يشوفوا كارتون هندي في قناة ما أعرفهاش، فـ قعدت أدور عليها، استوقفتني إحدى القنوات عارضة استوديو فيه خمس أشخاص: طوال عراض شداد، بالغين عاقلين راشدين، أحدهم بـ يقول: "دول عصابة!"
حاول زميله تخفيف الأمر قائلًا: أكيد ما تقصدش عصابة بـ المعنى ...، فـ قاطعه: لأ، أقصد عصابة. وانبرى الخماسي لـ توضيح المقصود، وتبين أن هذه العصابة تدبر مخططا لـ إنهم عايزين نادي الزمالك يخسر. العصابة مكونة من:
إيفا (الاتحاد المصري لـ كرة القدم)
كاف (الاتحاد الإفريقي لـ كرة القدم)
فيفا (الاتحاد الدولي لـ كرة القدم) وإن كانت مسئوليتها هينة
حكام مباريات كرة القدم (على إطلاقهم كدا)
الدولة المصرية (ممثلة في وزارة الشباب والرياضة)
الرأسمالية (ممثلة في شركات الرعاية)
الجن (اللي هو الجن حرفيًا)
في الواقع، ما قاله السادة الأفاضل كان منطقيًا، مدعمًا بـ أسانيد لا تنتطح فيها عنزتان، مثلًا مثلًا الحكم منين؟ منين؟ من السنغال، وأهل السنغال بـ يجيدوا اللغة الـ إيه؟ الـ إيه؟ الفرنسية، والزمالك بـ يلاعب فريق إيه؟ جزائري. وأهل الجزاير بـ يجيدوا اللغة الـ إيه؟ العربية! لأ، والفرنسية كمان. إذن إيه؟ بـ الظبط، الحكم ضد الزمالك، ضده ولا ما ضدوش؟
أو مثلًا مثلًا، الجن زوكير في القرآن ولا ما زوكيرش؟ زوكير، طاه، يبقى إيه؟ اللاعيبة مسحورة ولا مسحوراش؟ فـ أنا اقتنعت بـ كلام السادة، بس هنا فيه سؤال:
لما كل دول عايزين الزمالك يخسر، طيب ما يخسر عادي، ليه حضرتك عايزه يكسب وتعكنن على الثقلين؟ ليه عايز تقتل فرحة اللي فوق الأرض واللي تحت الأرض، اللي جوه مصر واللي بره مصر، اللي في إفريقيا واللي في أوروبا واللي فـ آخر الصعيد، الدولة والقطاع الخاص، عايز كل دول يباتوا حزانى عشان إنت تكسب!
إيه الأنانية دي!
قلبت، فـ القناة اللي بعدها كانت قناة الأهلي، عاملين برنامج اسمه "الأهلي في المونديال"، مستضيفين الكابتن أحمد ناجي، بـ يعمل إيه الكابتن في برنامج رياضي؟ بـ يقرا قصايد من تأليفه، جمعها في ديوان اسمه "المفرمة"، وهو نفسه منبهر بـ العنوان غير المسبوق.
المفرمة أعزك الله هي الحالة الاقتصادية السيئة التي نعاني منها، مع تنبيهه المتكرر، وتشديده في التنبيه إنه لا يقصد إطلاقًا مطلقًا حالة مصر، دي حالة عامة في الكرة الأرضية تمّا، أحسن حد يكون معدي ولا حاجة.
طاه، برنامج رياضي اسمه "الأهلي في المونديال"، الكابتن أحمد ناجي بـ يقول فيه شعر من تأليفه، الشعر عن الحالة الاقتصادية الصعبة، يبقى القصيدة موضوعها إيه؟
بـ الظبط، الإنسان بعد ما يموت، سيرته هـ تبقى عاملة إزاي؟ لازم نسيب ذكرى طيبة، لازم.
فـ أنا تأثرت بـ القصيدة والبرنامج والقناة، القناتين قصدي، وبـ سرعة اعتذرت لـ بناتي عن الوقت اللي ضاع منهم، ولقيت قناة الكارتون الهندي، وقعدت أتفرج معاهم.