بيتر ماهر الصغيران: تحولت الكتابة لدي كموعد غرامي أقابل به محبوبتي
تعليقا علي صورة الدكتور أحمد زويل وهو يدخن الشيشة، وهل يمكن أن يكون هناك طقس ما لبداية عملية الإبداع الأدبي لدى الكاتب؟، قال الكاتب بيتر ماهر الصغيران لـ “الدستور”: في الواقع لا نقدر أن نحصر عملية الإبداع في مجموعة من الطقوس، يبدأ بها الكاتب حتى يدخل في حالة ما، تؤدي به إلى فعل الكتابة.
لكننا مع كل هذا، نجد أن بعض الكتاب لديهم ما يمكن أن نطلق عليه محفزات العمل الإبداعي فقد حكوا عن حكايات مختلفة عن مثل تلك الطقوس، قبل البدء في الفعل الإبداعي.
فقد كان نجيب محفوظ يقول: “لا أستطيع الكتابة إلا بعد سماع صوت أم كلثوم''. كان يميل قبل بدء عملية الكتابة إلى الاستماع لمقطوعة موسيقية، ثم الإنصات إلى السيدة أم كلثوم وهي تشدو بصوتها بينما يسير في صالة منزله قليلًا، قبل أن يتوجه إلى غرفة مكتبه للشروع في الكتاب”.
وتابع “الصغيران”: بينما كان الكاتب الأمريكي إرنست همنجواي، يبدأ الكتابة على السادسة صباحًا، فيسبح لنصف ميل ويفضل أن تكون الكتابة وقوفا.
بينما الروائي الفرنسي دي بلزاك، كان يحتسي مع كتاباته الإبداعية ما لا يقل عن خمسين كوبًا من القهوة يوميًا، فقط لإيجاد مصدر إلهام لأعماله المكتوبة.
وكان فولتير مؤلفًا آخر مدمنًا على القهوة، كان معروفًا بشرب ما يصل إلى أربعين فنجانًا من القهوة يوميًا.
وأوضح “الصغيران”: اختلفت الطقوس التي استخدمها الكتاب قبل الشروع بفعل الكتابة؛ لكن اتفقوا في خلق حالة من من الأجواء المحفزة، قد تكون وهمية؛ لكنها أطلقت لديهم محفزات الإبداع، حتى انغمسوا بعدها في الكتابة.
أنا وبشكل شخصي، بدأت طقوس الكتابة في سن مبكر في المرحلة الإعدادية عندما تعرفت على أعمال المطربين و المطربات العرب، لكن ما لفت انتباهي حقًا هي الموسيقى التي كانت بلا كلمات، كيف إنها تحرك الخيال، تدفع الكتابة في إطار تخيلي جديد، نفس الموسيقى يعاد استخدمها مع شخوص وأحداث جديدة.
كنت أضع أشرطة الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية، خصوصًا موسيقى عمار الشريعي، ثم البدء في الكتابة، استمرت تلك العادة لسنوات طويلة، مع دخول جهاز الكمبيوتر إلى منزلي، بدأت استمع إلى مقطوعات من الموسيقى العالمية، خصوصًا سيمفونيات بيتهوفن حتى تحولت الكتابة كموعد غرامي، أقابل به محبوبتي.
عندما تعلمت شرب القهوة تغيرت العادات المزاجية، انتقلت من سماع الموسيقى إلى الاستمتاع بشرب القهوة؛ فأصبحت هي الموسيقى.