دكتورة سلمى مبارك: أمينة رشيد لم تمارس التوجيه أو الإرشاد المباشر أبدًا
قالت الدكتورة سلمى مبارك، أستاذة الأدب المقارن والأدب والفنون بجامعة القاهرة، خلال مناقشة كتابها "أمينة رشيد أو العبور إلى الآخر"، بدار المرايا للثقافة والفنون الصادر عنها الكتاب: أسست الكاتبة أمينة رشيد مدرسة داخل قسم اللغة الفرنسية امتدت خارج الجامعة دون أن تعلن هذا بشكل صريح، وهو ما جعل هذه المدرسة قوية.
وأوضحت "مبارك": "أمينة رشيد لم تمارس التوجيه أو الإرشاد المباشر أبدًا، وهو في حد ذات مدرسة تعلمنا من خلالها كيفية التدريس، وكانت نموذجًا يحتذي. بالتالي مدرسة أمينة رشيد تكونت دون قصد منها، وأعتقد أنه أمر من الصعوبة تكراره، فهو مرتبط بشخصية أمينة رشيد الفريدة نفسها، وإن كنا تعلمنا منها بعض السمات".
ولفتت إلى أن فكرة تكرار مدرسة أو أستاذ نموذج هذه لم تعد موجودة غير في أجيال سابقة، الأستاذ الذي كان يريد نقل العلم وخط خاص به لا ينسب له بقدر ما ينسب إلي الفرع العلمي والمعرفي الذي يدرسه، وكون الدكتورة أمينة رشيد تذكرنا بهذا، فهو أمر في حد ذاته جميل.
من جانبها قالت الدكتور "داليا سعودي"، مترجمة كتاب "أمينة رشيد أو العبور إلى الآخر"، أنها اتبعت أكثر من مستوى في ترجمة الكتاب، حتى قبل الشروع في الترجمة، ومع بداية العمل على الترجمة، حاولت بقدر الإمكان أن تكون الترجمة أقرب إلى النص الأصلي وإلى جمالياته، وكل التفاصيل الخاصة بالكتابة، مع مراعاة عبقرية اللغة العربية، لأن اللغة العربية تختلف عن اللغة الفرنسية، فمثلًا اللغة العربية لا تحب كثيرًا الجملة الاعتراضية، لكن يجب أن تكون هناك طريقة للسرد الخاص بالجملة ينتمي إلي اللغة العربية، وإلي جمالياتها، مع إظهار الصوت الخاص بالمؤلفة بشكل حساس.
وأوضحت "سعودي" أن الدكتورة سلمى مبارك في كتابها "أمينة رشيد أو العبور إلى الآخر"، مشت على خيط رفيع مشدود. أما في الترجمة فقد كان أمامي عدة أشياء لا بد أن أوازن بينها، فلدي المعني، وهنا يظهر المستوى الأول في الترجمة، ألا وهو الأمانة في نقل المعنى الأصلي للكتاب، والمترجم الذي ليس لديه أمانة في نقل المعنى، ليس له أن يتحدث عن الدقة، والتي هي صلب الترجمة وعمودها الفقري.
ولفتت "سعودي": بعد انتهائي تمامًا من ترجمة الكتاب كانت هناك عملية قراءة للترجمة عدة مرات لكي يكون النص المترجم مستساغًا لحساسية القارئ العربي، فالنص رائحته المترجمة، لذا لم يكن مطلوبًا في نص كتاب "أمينة رشيد أو العبور إلي الآخر" العربي أن تكون هناك رائحة للترجمة، كان هدفي أن يشعر القارئ العربي أن الكاتبة تتحدث بلغة عربية سليمة.
أما المستوى الثاني في ترجمة الكتاب فكان يتعلق بكل ما له علاقة بالدكتورة أمينة رشيد، فكنت حريصة على قراءة أعمالها، وبمجرد علمي بوجود كتاب باللغة الفرنسية عنها، تحمست جدًا لترجمته، خاصة وأنني أحب الكتابة وإذا ما شرعت في الترجمة كان لا بد أن يكون الكتاب عن أمينة رشيد.