بعد اختيارها ضيف شرف معرض الكتاب 2024.. تعرف على أبرز أدباء النرويج
في اليوم الأخير من معرض القاهرة الدولي للكتاب، أعلنت وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني عن اختيار "النرويج" لتكون ضيف شرف الدورة المقبلة من معرض الكتاب، وجرى تسليم سفيرة النرويج بالقاهرة درع ضيف الشرف.
ومن المنتظر أن تشهد الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب احتفاءً بالرموز في الثقافة النرويجية سواء الراحلين والمعاصرين، ما يُعد فرصة لاستعادة الصلة بواحد من أبرز الآداب الغربية وأكثرها خصوصية.
في هذا التقرير نتعرّف إلى أبرز الأدباء النرويجيين، الذين ترجمت بعض أعمالهم وحظيت بمقروئية عالية لدى القراء العرب.
المسرحي البارز هنريك إبسن
يعتبر الكثير من النقاد الكاتب المسرحي هنريك إبسن ثاني أكثر كتاب المسرح شهرة وأهمية بعد شكسبير، إذ صدر له ما يقرب من 26 مسرحية اتسمت بالعمق والشاعرية والاتصال بالحياة الواقعية.
وُلد إبسن في العام 1828، وكتب أولى مسرحياته "كاتالينا" عام 1850 التي اعتمدت على الميلودراما بصورة أساسية، وقدم خلال حياته عدد من الأعمال المسرحية البارزة التي لا تزال تُستلهم على خشبة المسرح حتى اليوم، وتوفي في العام 1906.
يقول المخرج كامل يوسف في تقديمه لمسرحيات إبسن: "كتابات إبسن تكاد تكون في مجموعها قصيدة مطولة في امتداح الإرادة الإنسانية، وهو عندما يدعونا إلى القوة والمثابرة لا يريد منا أن نتشبه بالنموذج الوحشي الفظ الذي يريده نيتشه، وإنما يطالبنا بالتمسك بحقوقنا، والدفاع عنها حتى الممات، وهو لهذا يشن حربًا شعواء بين الإرادة الحرة والآراء المفتعلة، ومن هذه النقطة تنبعث مسرحياته".
من أبرز الأعمال المسرحية لإبسن التي تُرجمت إلى العربية، مسرحية "بيت الدمية" التي يعتبرها النقاد درة مسرحيات إبسن، في تفوقها على مسرحياته الاجتماعية الأخرى من حيث الأسلوب.
تقدم المسرحية قصة فتاة تدعى نورا تكافح في سبيل استقلالها ومساواتها بالرجل وحريتها وتتمرد على التقاليد وعلى سيطرة الزوج.
أيضًا، فقد سبق ونشر المجلس الأعلى للثقافة 4 مجلدات تضم مختارات من أعمال إبسن والتي شملت "الأشباح"، "البطة البرية"، "آل روزمير"، "حورية من البحر"، و"عدو الشعب"، و"أعمدة المجتمع" وغيرهم، كما قدم البرنامج الثقافي عددًا من أبرز أعمال الأديب النرويجي البارز مثل "بيت الدمية"، و"الأشباح"، و"البناء العظيم"، و"عدو الشعب"، و"إيولف الصغير"، و"سيدة من البحر".
الروائى والشاعر كنوت هامسون
ولد الأديب النرويجي هامسون في 1859، وحصل على جائزة نوبل في العام 1920. اهتمت أعماله الروائية بقضايا إنسانية وبالربط بين الطبيعة والإنسان، تأثر في أعماله بأفكار الفيلسوف الألماني نيتشه وبالنزعة الطبيعية، وتوفي في العام 1952.
ترجمت الكثير من أعماله إلى اللغة العربية ومنها رواية "الجوع"، و"الأرض الجديدة"، و"الحالمون"، و"اخضرت الأرض"، و"فكتوريا"، و"التفت إلى السعادة"، و"پان من أوراق الملازم توماس غلان".
وتعد رواية "الجوع" من أكثر أعماله شهرة وشعبية، وتضم جانبًا من سيرته الذاتية. تطل الرواية على تعقيدات النفس البشرية من خلال بطل يصارع ظروف حياته، ويسعى جاهدًا لامتهان الكتابة رغم المعوقات. يقدم هامسون من خلال روايته إدانة للحياة المادية التي تجعل الحياة الإنسانية أكثر صعوبة. أما رواية "فكتوريا" فتروي قصة حب بين حسناء ثرية هي فكتوريا و"يوحنا" ابن طحّان القرية، وما تشهده من تقلبات.
بيورنستيارنه بيورنسون
على الرغم من أن الكاتب النرويجي بيورنستيارنه بيورنسون قد حصل على جائزة نوبل في العام 1903، فإن أعماله المترجمة إلى العربية تعد أقل من الكاتبين السابقين، فقد صدر له عن سلسلة الجوائز"أغنية للنرويج" التي تضم مجموعة من قصائده ترجمها ياسر شعبان. يوضح شعبان في مقدمته أن بيورنسون قدم صورة لماضي النرويج، وعصرها الحديث، وجمع ما بين كونه زعيما بطلا وشاعرًا موهوبًا.
وجاء في خطاب لجنة نوبل إن بيورنسون حاز على الجائزة "تقديرًا لقصائده المتعددة الرفيعة العظيمة، والتي لطالما عُرفت بحداثة إلهامها وروحها النقية النادرة".
فضلًا عن أعماله الشعرية التي ترجم بعضها إلى العربية، فقد صدرت ترجمة لقصة قصيرة له بعنوان "الأب"، فضلًا عن بعض الأعمال المسرحية مثل "القفاز" و"الفتى السعيد" و"العروسان" والتي قدمتها إذاعة البرنامج الثقافي.
سيجريد أوندست
ولدت الأديبة النرويجية سيجريد أوندست في العام 1882 وتوفيت في 1949، وحازت على جائزة نوبل للآداب في العام 1928.
أطلق عليها النقاد لقب "زولا العصور الوسطى" بسبب رؤيتها الواقعية في الرواية والقصة القصيرة التي تشبه واقعية الأديب الفرنسي إميل زولا، فقد قدمت صورة واقعية مشوقة للتاريخ.
تُرجم لأوندست عدد من الأعمال إلى العربية منها روايته الأولى "السيدة مارتا أولي" التي كتبتها في العام 1907، فضلًا عن ثلاثيتها الروائية "كريستين لافرانسداتر"، التي جاء الجزء الأول منها بعنوان "إكليل العروس" عام 1920، والجزء الثاني "الزوجة"، أما الثالث فقد جاء بعنوان "الصلب".
وقد رسخت هذه الأعمال الروائية نوبل مكانتها بوصفها من أهم كتاب القرن العشرين، وأهم كتاب الرواية التاريخية الرومانسية.