كابتن الديبة
الديبة، الكابتن الديبة، محمد دياب العطار، رجل له تاريخ ممتد مع الكرة المصرية: مهاجمًا خطيرًا، وحكمًا قديرًا، ومسئولًا نحريرًا، وكاتبًا كبيرًا.
والديبة، أعزك الله، هي شهرة دياب عادي يعني، إنما في السنوات الأخيرة انتشر في الشبكة العنكبوتية هذا العنوان: قصة لقب الديبة تاتاتا، وقيل إنه اتسمى كدا في النسخة الأولى لـ كاس الأمم الإفريقية 1957، وإنه قبل هذه البطولة لم يكن هذا اللقب موجودًا في الوجود. بل إنه نسب إلى الديبة شخصيًا قوله إنه الإخوة السودانيين لما شافوا تألقه في الدورة، سموه كدا على أساس إنه ديب وكدا.
إنمالما تقرا الجرايد القديمة، تلاقي الحدوتة دي مش ظابطة، أنا بـ أكتب دلوقتي وقدامي تغطية لـ ماتش بين فاااااروق والاتحاد سنة 1949، قبل الدورة الإفريقية المذكورة بـ8 سنين، الماتش انتهى تعادل واحد واحد، واللي سجل هدف سيد البلد مين؟ "ديبة"، كاتبينها كدا "ديبة" كاتبينها مرتين كمان، ديبة ديبة، فـ يعني الواحد مضطر ما يصدقش القصة المذكورة، مع إنها حماسية ومؤثرة.
إنما دا لا ينفي إطلاقًا إنه كابتن ديبة تألق في الدورة، أو خلينا نقول في ماتش النهائي قصاد إثيوبيا، هي الدورة كلها ماتشين، وهو كان أول وآخر لاعب يسجل سوبر هاتريك في نهائي المسابقة العريقة.
عمومًا هو كان سفاح كرويًا، وهو الهداف التاريخي لـ سيد البلد في الدوري مسجل لهم 81 هدفًا (على الأقل) لـ إنه فيه 7 أهداف مجهولين، ربما يكون له فيهم نصيب. ولو إنه مش محتاج لـ أي هدف منهم، هو أكتر من ضعف أحمد ساري التاني في قائمة هدافي الاتحاد السكندري.
وكما كان الديبة لاعبًا كبيرًا، برضه كان حكمًا، لا ينتطح في كفاءته عنزتان، مش بس محليًا، وزي ما كان أول لاعب مصري يسجل في نهائي الكان، فـ هو كذلك أول حكم مصري يدير نهائي كاس الأمم الإفريقية، الكلام دا في نسخة 1968 بين غانا والكونغو كينشاسا.
رغم كفاءة الديبة كـ حكم، فـ القدر حطه في موقف صعب سنة 1971، لما تولى تحكيم ماتش أهلي وزمالك لـ أول مرة في تاريخه (وآخر مرة طبعًا) والماتش اتلغى ثم الموسم كله اتلغى.
كابتن علي خليل يوميها سجل هدف لـ الزمالك، ثم إنه الكابتن زيزو (عبدالعزيز عبدالشافي) سجل هدف التعادل لـ الأهلي، وبعدها على طول بنالتي لـ الزمالك بـ صفارة طبعًا من كابتن ديبة.
لاعيبة الأهلي اعترضوا بـ جنون، إنما الناشئ فاروق جعفر يسجل منها الهدف التاني لـ أبناء ميت عقبة، فـ تولع الدنيا.
لما نقول الدنيا ولعت هنا، فـ مش المقصود أي كلام تتخيله في إطار ماتشات الكورة، لأ، بـ نتكلم عن بوليس ونيابة وتحقيقات جنائية. ونيابة شرق القاهرة استدعت الديبة، وحققت معاه، والماتش دا ما ينفعش يتكروت كدا، هـ نرجع له في مقالات ومقالات، لـ إنه له أبعاد كتيرة رياضية وسياسية واجتماعية وخلافه.
اللي يهمني دلوقتي هو إنه لـ الأسف، اختزلوا الماتش دا في قرارالبنالتي، ومكايدات بين الأهلاوية والزمالكاوية، والديبة طبعًا كان هو السنتر في الأحداث، لكنه لخص الموضوع كله في جملة: "أنا أرضيت ضميري".
مش بس ماتش 1971 دا، إنما كمان تعرض الكابتن الديبة لـ عاصفة سنة 1976، لما كان حكم في دورة مونتريال لـ الألعاب الأوليمبية، وكان حاملًا لـ الراية في ماتش، كان حامل الراية الآخر إسرائيلي، فـ فيه من اعتبر دا نوع من التطبيع، وفيه اللي شاف الأمر كـ العادة في إطار مين أهلاوي بـ يصفي حساب، ومين زملكاوي بـ يدافع.
لكن، اللي عاجبني في مسيرة الكابتن ديبة إنه ولا اهتم بـ أي عاصفة، وفضل يكتب في الجرايد ويقدم تحليلات، وكل ما الهجوم عليه يزيد في حاجة، اسمه يكبر حتى وفاته، وسبحان من له الدوام.