«البؤساء» رواية الكاتب الشهير فيكتور هيجو عن العدالة الاجتماعية
«البؤساء».. هي واحدة من روائع الأدب العالمي للكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هيجو، ونشرها عام ١٨٦٢ وترجمت لعدة لغات، منها العربية وكان للشاعر الكبير حافظ إبراهيم السبق في ترجمتها للغة العربية.
وتم تحويل رواية البؤساء لعدة أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية حظيت بشعبية واسعة في شتى بقاع الأرض.
ويعد سر نجاح رواية البؤساء لفيكتور هيجو واستمراريتها حتى وقتنا هذا هو الجانب الإنساني،غير المرتبط بمكان أو زمان، ذلك لأن الهدف من الرواية هو الاحتكام إلى الرحمة التي تتخطى العدل لأنها أكثر شمولا ورحابة.
تفاصيل القصة
بطل القصة هو جان فالجان الشاب الذي يعول شقيقته وأبنائها الستة الذين يعانون من العوز والفقر، وكان فالجان مجرد عامل بسيط يهذب الشجر بأجر وضيع، ولما لم يجد في جيبه ما يمكنه من شراء الخبز للصغار اضطر أن يسرق رغيف خبز، فتم القبض عليه وحكم عليه بالسجن الذي حاول الهرب منه عدة مرات ففشل، مما ضاعف من فترة عقوبته إلى 19 عاما بسبب سرقة رغيف، خرج بعدها حاملا بطاقة صفراء تؤكد أنه رجل مجرم فلم يجد من يقبل به عاملا عنده.
استضافه الأسقف في بيته فسرق أواني فضية ولما تمكنت الشرطة من القبض عليه اقتادوه إلى بيت الأسقف، لكن الرجل كان رحيما به وقال للشرطة إنه ضيفي لم يسرقني بل وأهداه شمعدانين وقال له بعد ذهاب الشرطة: «لقد أنقذتك من السجن مدى الحياة فاجعل روحك لله».
خرج فالجان من بيت الأسقف وهو يتخبط من الداخل لكنه سرق نقود طفل، ثم تذكر مقولة الأسقف فحاول العثور على الطفل ليرد له نقوده ولكنه تراجع لأن الشرطة كانت تبحث عنه.
تمر الأحداث ونكتشف أن فالجان غير اسمه إلى مادلين وأضحى عمدة لمدينة مونتريل وامتلك مصنعا فيها، وبينما هو يسير في شوارع المدينة فإذا برجل يقع تحت عجلات عربة فينقذه في حضور الضابط جافيير الذي قال في نفسه لم يكن هناك شخص بهذه القوة غير السجين فالجان، ليبدأ الصراع بين المحقق وفالجان، ثم يتطرق المؤلف إلى شخصية فونتين البائسة التي تركها زوجها فأودعت ابنتها كوزيت عند عائلة كانت تعاملها بقسوة، وفي محاولة كسب المال لم تجد فونتين ما تقتات به هى وابنتها فباعت شعرها، تعرضت فونتين للإساءة من قبل شاب مستهتر فقامت بضربه فاودعت السجن فقام العمدة مادلين "فالجان" بإخرجها لأنها تشبهه في البؤس، ليلتقى الضابط وفالجان ثانية وتزداد حدة الصراع.
وهنا ينقلنا فيكتور هوجو إلى منطقة أخرى حيث يظهر شخص يتطابق في الشبه مع فالجان يسرق بعض الفاكهة ليسد جوعه، فيتم القبض عليه ويودع بالسجن بحجة أنه فالجان.
وهنا تتعقد الأمور في نفس فالجان هل ينعم بحياته الجديدة ويترك هذا المسكين يحمل عنه أوزاره ويودع في السجن مدى الحياة أم يذهب إلى المحقق ويعترف بأنه هو فالجان وليس ذاك القابع في السجن دون جريرة.
يختار فالجان الخيار الثاني ولما أودع السجن تمكن من الهرب ليقضى حياته طريدا.
الهدف من القصة
أراد فيكتور هيجو أن يقول إن العدل يتحقق حين نطعم السارق قبل أن نحاسبه على السرقة وأن لم نقعل فنحن الجناة.