أيادٍ ناعمة.. قصة 3 سيدات ينافسن الرجال في مهن الأستورجية والتنجيد بالإسكندرية
أيادٍ ناعمة تميزت بالصلابة والقوة، ليست القوة البدنية وحدها، لكنها الإصرار على النجاح والتميز في مهن ظلت لسنوات حِكْرًا على الرجال، فحملن أدواتهن وتحملن مشقة العمل لساعات طويلة للوصول إلى ما يحلمن به، ولإثبات أنهن قادرات على المنافسة.
«سحر ومنى وميرفت» 3 سيدات عملن بمهن استورجية الموبيليا والتنجيد الأفرنجي، وحققن نجاحًا كبيرًا في الإسكندرية.
مع شروق شمس يوم جديد، وتحديدًا بمنطقة أبو قير شرق الإسكندرية تبدأ الثلاث سيدات عملهن اللاتي اعتدن عليه يوميًا فمهام سحر تختلف عن ميرفت ومنى فهي المسؤولة عن إدارة العمل وشراء الخامات والتواصل مع العملاء، والبحث عن الموديلات الجديدة، أما منى وميرفت فيتجهن إلى مكان العميل لبدء العمل بأيديهن دون الإعتماد على أحد.
تقول سحر كامل، 32 عامًا، متزوجة ولديها 3 أطفال، إن فكرة المشروع بشكله الحالي بدأت منذ 3 سنوات، وانطلقت من ميرفت شقيقة حماتها منى دون أن يخططن لذلك، حيث إن ميرفت تتقن العديد من الأشغال اليدوية والحياكة وعملت في مجال خياطة الستائر والهاند ميد منذ سنوات طويلة وانضمت لها شقيقتها منى وبدؤا العمل سويًا.
أضافت لـ«الدستور» أن البداية كانت عندما نفذت ميرفت «برقع ستارة» من تصميمها لغرفة أطفال أبنائي، وكانت بشكل مميز وجديد، حيث أن لديها القدرة بتحويل اللاشئ لقطعة جميلة، وطلبت منها أن تعلمني ما تتقنه، فبدأنا تجديد كرسي وتنجيده، ثم دهان بعض الآثاث بشكل جديد وتعاونا نحن الثلاثة في تجربة تجديد عدة أشياء في منازلنا.
بدأت «سحر» تعرض عبر صفحتها الشخصية بعض القطع التي تم تجديدها، من خلال مقارنة قبل وبعد وهو ما لاقى إعجاب الكثير من أصدقائها والذين طلبوا منها أيضًا تجديد بعض الأثاث لديهم: "هنا طرأت في ذهنى الفكرة، وعرضتها عليهن في التوسع في العمل بشكل منظم في مجال التنجيد الأفرنجي ودهانات الآثاث «الاستورجي» بجانب الستائر والبراقع بمختلف أشكالها.
وتابعت لم يكن نمتلك حينها رأس مال لفتح مكان للعمل به ولكن تكاتفنا لتأجير محل صغير، إضافة للتسويق من خلال الفيسبوك، وتفاجئنا بالتفاعل الكبير، وطلب العديد من العملاء تجديدات في آثاث منازلهم، وأصبحنا نغطي كل مناطق الإسكندرية من ابو قير إلى العجمي.
وأشارت إلى أنه بجانب التشجيع والثناء على عملنا واجهنا انتقاضات كثيرة أيضًا وهو اقتحام مهنة يطلق عليها البعض أنها للرجال، فقط وبشهادة كل العملاء تفوقنا على الرجال في هذه المهن، فضلاً عن فرق الأسعار الكبيرة الأقل عن غيرنا.
استكملت منى راشد إبراهيم، الحديث بأن لديها 4 أبناء، منهم 3 متزوجين، بدأت العمل في الخياطة والستائر مع شقيقتها ميرفت منذ 16عامًا بنطاق منطقة سكنها في أبو قير فقط، ثم إدخال التنجيد الأفرنجي لكن بشكل بسيط، مشيرة إلى أن منذ 3 سنوات بدأت سحر زوجة نجلها تشجعنا بتطوير عملنا ومواكبة الجديد في التنجيد والدهانات وبدأت تسوق لبعض القطع التي قمنا بتجديدها في منزلنا.
وأضافت لـ«الدستور»: «من 16 سنة مكنش حد يعرفنا، دلوقتي من خلال التسويق لأعمالنا الناس عرفتنا في كل إسكندرية وكمان طلعنا محافظات تانية» متابعة: «نجاحنا هو توفيق من الله وإتقان في العمل، فعملنا ليس سهل بل يحتاج إلى جهد كبير ودقة».
أشارت أن مهنة التنجيد الأفرنجي هي مهنة صعبة، وخاصة الأنتريهات التي تحتاج إلى قوة في الشد، لذا هي كانت حكرًا على الرجال لأنها تتطلب القوة، مشيرة أن السيدات كانت تتحدى ازواجهن بأننا سوف نتفوق على الرجال بنتيجة عملنا، وبالفعل كانوا يطلبوننا مرة أخرى و ترشيحنا لأقاربهم، لما لنا من سمعة طيبة في مجالنا وكان ما يقال عنا «أننا ب100راجل».
وأوضحت أنهن يتوجهن إلى منزل العميل للعمل في الغرف المراد تجديدها، وهو ما يوفر مصاريف النقل على العميل، ونبدأ منذ الصباح حتى المساء في التنجيد الأفرنجي للأنتريهات وغرف النوم، وشغل الاستورجي، حيث يمكننا أن الانتهاء من العمل في غرفتين خلال 5 أيام، هو وقت اقصر بكثير من ورش التنجيد والدهانات.
وقالت ميرفت راشد إنها أم لـ3 أبناء في مراحل التعليم المختلفة، حيث تعمل على التوفيق بين عملها وأسرتها، مشيرة إلى أنها تعمل منذ سنوات طويلة بهدفين ان يكون لها مصدر زرق يعاونها على متطلبات الحياة، وأيضًا تنمية موهبتها، حيث تهوى من صغرها الرسم والتصميم والأشغال اليدوية المختلفة، ودائمًا تنفذ أفكار مختلفة وجديدة.
أضافت لـ«الدستور» أنه بداية عملها كانت في الهاند ميد، وتصميم فوانيس رمضان من الخرز وتوزيعها على المحلات، بجانب العمل في خياطة الملابس والستائر، والتنجيد أيضًا، حتى بدأنا التوسع ويكون لنا صدى عند العملاء وتخصصنا في مهن صعبة وكانت غريبة على السيدات.
وأوضحت أنهن يعملن في 3 مهن مختلفة: التنجيد، ودهان الموبيليا «الاستورجي» وخياطة الستاير والبراقع وتنفيذ جميع تصاميمها، مشيرة إلى أن مع غرابة تلك المهن على السيدات ولكنها ليست حكرًا على الرجال، بل المرأة لديها قوة تحمل أكبر قائلة:« مينفعش نقول ده شغل رجال فقط لكن ينفع نقيم بالحرفة والشطارة، أنا اقدر أنافس صنايعي رجل واتفوق عليه».
وأشارت إلى أن طموحهن أن يكون لديهن ورشة نجارة، لتنفيذ قطع الآثاث من بدايته بأفكار جديدة وليست باسطمبات تقليدية، أن يكون لديهن علامة تجارية، مؤكدة أنها تحاول دائمًا مواكبة التطوير في المهنة، وتعلم كل جديد.