ماذا تجني مصر من نقل الموظفين إلى العاصمة الإدارية الجديدة؟
لم يعد يتبقى وقت كبير حتى ينتقل الموظفين في القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، أحد أكبر مدن الجيل الرابع في الشرق الأوسط، والتي من المقرر أن تكون المحرك الرئيسي للوزارات والقطاعات كافة.
ويجرى العمل على قدم وساق داخل العاصمة الإدارية الجديدة من أجل أن تكون على أهبة الاستعداد لاستقبال الموظفين الحكوميين، إذ تم تدريبهم ليكونوا على نفس القدر من المعرفة والتكنولوجية للعاصمة.
نقل الموظفين إلى العاصمة الإدارية
وعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا؛ لمتابعة الإجراءات الخاصة بانتقال الحكومة للعمل من العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بحضور الفريق كامل الوزير، وزير النقل، والمهندس خالد عباس، رئيس مجلس الإدارة، والعضو المنتدب لشركة العاصمة الإدارية الجديدة للتنمية العمرانية.
وخلال الاجتماع، استعرض وزير النقل الخطة المقترحة لنقل الموظفين المنتقلين للعمل من العاصمة الإدارية الجديدة، ومهام الوزارة في هذا الصدد، حيث أشار إلى أن خطة النقل تعتمد على عدد من المحاور، منها استخدام وسائل النقل العام المستدام، وما تتضمنه من القطار الكهربائي الخفيف، والمونوريل، ومترو الانفاق.
إلى جانب التعاقد مع عدد من الشركات المتخصصة في مجال النقل الجماعي، لتشغيل خطوط الانتقال للعاصمة من خلال 48 مسارًا لأتوبيسات من مختلف المناطق، لربط القاهرة الكبرى بالعاصمة الإدارية الجديدة بإجمالي نحو 369 سيارة، جار العمل على زيادتها بالتنسيق مع الشركات المتعاقد معها، وذلك خلال الفترة القادمة، تلبية لما تتطلبه حركة الانتقال إلى العاصمة.
فما الذي تجنيه مصر من نقل الموظفين إلى العاصمة الإدارية الجديدة؟ وما الذي يجب فعله استعدادًا لذلك الأمر.. "الدستور" سألت الخبراء.
خبير تنمية محلية: "نقل الموظفين سيقي على البيروقراطية"
الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، وصف نقل الموظفين للعاصمة الإدارية الجديدة بالأمر الهام: "أمر مهم أن يتم نقل 32 ألف موظف من 14 جهة حكومية، لأن الأمر داخل العاصمة الإدارية يختلف اختلاف جذري عن أي مدينة سبق وتم انشائها في مصر".
وقال في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "لدينا أول مدينة من مدن الجيل الرابع تعمل بتكنولوجيا الجيل الرابع سواء موظفين أو حكوميين، وكل تلك الأمور ستتم في العاصمة وبالتالي نعتبره إنجاز هام، لأن موظفي العاصمة الإدارية التي تعمل بالجيل الرابع تختلف عن موظفين الإدارات المحلية العادية بشكل جذري".
وأوضح أن النقل له بعد اقتصادي وخدمي، وهو تسهيل الاجراءات الخاصة بالمواطنين بشكل كبير: "الموظف الموجود له وظيفة واضحة وهي تسهيل كل السبل لخدمات المواطنين، فلن يعد هناك بيروقراطية".
وأضاف: "انتهى عصر أن تمر الورقة التي تحمل خدمة لمواطن بأكثر من مرحلة ومن موظف إلى آخر، والمستندات الورقية لن تكون موجودة بشكل كبير، لأن وجود العاصمة الإدارية والموظفين بها سيعزز من الحوكمة".
واختتم: "العاصمة الإدارية كيان كبير من حيث المساحة فهي تمثل مساحة دولة سنغافورة، وتعتبر واحدة من أهم مدن الجيل الرابع والأكبر على مستوى مصر وشمال أفريقيا بالنسبة للعواصم الذكية".
عدد الموظفين الذين سيتم نقلهم
ومن المقرر أن يتم نقل 10 وزارات شهريًا خلال العام الحالي وفق مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية، التي أعلنت ذلك في أكتوبر الماضي، كما سيتم نقل 40 ألف موظف بعدما تم تقسيم المباني على أساس أحجام وعدد موظفي كل وزارة؛ وذلك لاستيعاب هذا العدد.
وهناك 10 آلاف وحدة سكنية تم الانتهاء منها ويجرى العمل على 30 ألف وحدة سيقيم فيها الموظفين، والآخرون تصر لهم الحكومة بدل انتقال تيسيرًا عليهم، فضلًا عن توفير شبكة من المواصلات والطرق التي تتصل بالعاصمة.