مراهق بلا مأوي: «نفسي أرجع أعيش مع أهلي بدل الشارع»
في إحدى قرى محافظة الدقهلية، اعتاد الشاب أحمد 20 عاما السير شاردا باحثا عن مأوى ومصدر للرزق، ويبدو من طلته أنه ليس مشرد وربما يكون وراءه قصة مختلفة.
رصدته عدسة «الدستور»، وبمجرد سؤاله: «نفسك في إيه؟»، قال: «أن أستطيع العمل والإنفاق على نفسي ويكون ليا مكان بدلا من إقامتي الدائمة في الشارع، نفسي أبقى جنب أهلي زي كل اللي في سني».
سرد قصته عندما تطلق والداه في 2015، وتزوج والده من أخرى وجلبها لتعيش معهم، وكانت تقسو عليه هو وأخته وتضربهم وتعنفهم، ما دفع أخته لترك المنزل منذ أكثر من 8 سنوات، ولا يعرف أحداً عنها شيء منذ هذه اللحظة، ولم تكتفِ زوجة أبيه بذلك، حيث كانت تحرض والده عليه مما دفعه لترك المنزل والسفر للإقامة في منطقة رمسيس والسيدة زينب.
وبعدها ذهب للإقامة مع والدته التي تقيم مع زوجها في مركز «أجا»، لكن زوجها رفض أن يقيم معهما، ما دفعه للإقامة بشكل دائم في الشارع والنوم في أي منطقة خالية، لا يأكل أو يشرب إلا القليل اعتمادًا على ما يمنحه له الناس، أو عن طريق الاستدانة من صديقه.
ويحكي أحمد، أنه ترك التعليم منذ الصف الثالث الإعدادي، وأنه عندما أراد استكمال التعليم والتقديم للثانوية الصناعية، وجد أمامه عائق عدم توفر المال.
وعند سؤاله إذا ما كان هناك شخصًا في عائلته تدخل لإنهاء مأساته؟ أجاب بإن أحداً لم يتدخل غير عمه الذي يقيم في العاشر من رمضان، والذي يعد ميسور الحال ويمتلك مصنع، ويأتيه كل أسبوعين ويمنحه مبلغ 100 جنيه، وحتى جدته رفضت أن يقيم عندها، وفي المرات التي أقام عندها كانت تعامله بطريقة سيئة وتوقظه كل صباح وتطرده من المنزل.
وأتم أحمد بأنه عمل في العديد من المهن، منها ميكانيكي وعامل جبس، ولا يمتلك أي ملابس تحميه من البرد القارص، ويطلب التدخل لإنقاذه.