البلوغ المبكر عند الأطفال.. مشكلة تحتاج لدعم جسدي ونفسي
يعد البلوغ هو الوقت الذي يبدأ فيه جسم وعقل الطفل في النمو والنضوج إلى شخص بالغ، سن البلوغ للذكور عادة في حوالي سن 12 عامًا، يبلغ سن البلوغ عند الإناث حوالي 10 سنوات، ومع ذلك في بعض الأحيان يمكن أن يبدأ سن البلوغ مبكرًا وقبل ظهور العلامات، قد يبدأ عند الذكر في سن التاسعة وعند الإناث قبل الثامنة.
أسباب البلوغ المبكر
يبدأ البلوغ عندما يخبر جزء من الدماغ (الوطاء) جزءًا آخر من الدماغ ( الغدة النخامية ) بإفراز الهرمونات، تخبر هذه الهرمونات الجسم بإنتاج الهرمونات الجنسية هرمون التستوستيرون عند الذكور والإستروجين عند الإناث.
بالنسبة لمعظم الأطفال يبدأ البلوغ المبكر دون سبب معروف، في بعض الأحيان تكون هناك مشكلة في الدماغ، مثل إصابة أو ورم أو عدوى، يمكن أن يحدث البلوغ المبكر أيضًا بسبب مشكلة في الغدد الجنسية (الخصيتين أو المبايض) أو الغدة الدرقية أو الغدد الكظرية.
علامات البلوغ المبكر
يمكن للأطفال الذين يعانون من سن البلوغ المبكر أن يظهروا واحدة أو أكثر من هذه العلامات
نمو سريع للارتفاع - طفرة في النمو
شعر العانة أو الإبط
رائحة جسم الكبار
حَب الشبَاب
قد تكون هناك علامات أخرى اعتمادًا على ما إذا كان الطفل يولد ذكرًا أم أنثى
سن البلوغ عند الذكور
شعر الوجه
نمو الخصيتين والقضيب
تعميق الصوت
سن البلوغ عند الإناث
تطور الثدي
إفرازات مهبلية أو نزيف
عند انتهاء سن البلوغ تتوقف العظام عن النمو. على الرغم من أن الطفل قد يكون أطول من غيره في عمره، إلا أنه قد لا يصل إلى الطول الكامل للبالغين، وقد يكون البلوغ المبكر صعبًا على الطفل للتعامل معه عاطفياً واجتماعياً، قد لا يشعرون بأنهم مناسبون، قد يصبحون مكتئبين أو متقلبين المزاج أو عدوانيين.
في هذه الحالة قد يطلب الطبيب أو اختصاصي الغدد الصماء اختبارات الدم للتحقق من مستويات الهرمون، وهناك أيضا الأشعة السينية لليد، تسمى الأشعة السينية لعمر العظام لمعرفة ما إذا كانت العظام تنمو بسرعة كبيرة.
علاج البلوغ المبكر عند الأطفال
الهدف من العلاج هو إيقاف البلوغ المبكر أو عكسه، هذا حتى يتمكن طفلك من النمو إلى الطول الكامل للبالغين وتأخير سن البلوغ حتى السن المناسب، يعتمد نوع العلاج على سبب المشكلة قد يحتاج طفلك إلى أدوية لوقف إفراز الغدة النخامية للهرمونات، هذا يمكن أن يؤخر التطور الجنسي، وعلاجات لتصحيح المشاكل الأخرى المسببة لاختلال التوازن الهرموني وفي بعض الأحيان لا تكون هناك حاجة إلى علاج.
كيف تقوم برعاية طفلك إذا مر بهذه المرحلة
باستخدام كلمات بسيطة وصادقة تحدث إلى طفلك عما يحدث، أخبرهم أن علامات البلوغ طبيعية للأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، لكن أجسامهم بدأت في التطور مبكرًا.
ركز على نجاحهم في المدرسة والرياضة والأنشطة الأخرى بدلاً من التركيز على مظهرهم.
راقب علامات الإجهاد العاطفي أو المضايقات من قبل الآخرين أو الاكتئاب، يمكن أن تكون العلامات التحذيرية عبارة عن درجات ضعيفة أو مشاكل في المدرسة أو فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.
الآثار النفسية للبلوغ المبكر على الأطفال
يقول الدكتور علي عبد الراضي، الأخصائي النفسي، إن البلوغ المبكر للأطفال يعرضهم لخطر متزايد فيما يتعلق بمشكلات الصحة العاطفية والنفسية مثل القلق والاكتئاب وتدني احترام الذات وضعف صورة الجسم أو التشوه الجسدي، ومع استمرار نضجهم قد يكون الأطفال الذين مروا بتلك المرحلة أكثر عرضة لتعاطي المخدرات، كما أنهم يعانون من اضطراب الأكل.
وأكد “عبد الراضي” في تصريحات لـ “الدستور” أن الأمر يختلف من الفتاة إلى الأولاد، فالفتيات يكن أكثر عرضة للمشاكل النفسية التي تصاحبهم لعدة سنوات، أما الأولاد فقد يرون أنهم سوف يتمتعون بمزايا اجتماعية لأنهم أكبر وأقوى، هذا لا يعني أن الأولاد ليسوا معرضين لخطر المشاكل النفسية، فمع زيادة هرمون التستوستيرون قد يكون لديهم مشاعر أقوى وزيادة محتملة في السلوك العدواني، والدافع الجنسي المفاجئ وقد لا يعرفون كيفية إدارته.