يحلم أن يكون «صحفيا» وهذا سر عودته للتعليم.. حكاية أكبر تلميذ في مصر
"تحقيق الحلم والهدف غاية يجب أن نسعى دائما لتحقيقها طالما ما زلنا على قيد الحياة".. بهذه الجملة بدأ عوض سامي بدير، صاحب الـ ٥٠ عاما، ابن محافظة كفر الشيخ والمقيد بالصف الأول الإعدادي ليكون بذلك أكبر تلميذ مرحلة إعدادية في مصر، حديثه، لافتا إلى أنه سوف يحقق حلمه الذي حرمته منه الظروف طيلة سنوات عمره الماضي ليفخر بنفسه وأيضا لتفخر به أسرته.
ويسرد عوض سامي، ابن قرية "الترزي" التابعة لمركز ومدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، قصته لـ"الدستور"، قائلا: في صغري لم أستطع أن التحق بالتعليم بسبب ظروف والدي المعيشية وكنت حزين جدا حينها وظللت أعلم نفسي القراءة والكتابة ومع الوقت بدأت أتعلم صنعة "الحلاقة" وبالفعل أصبحت "حلاق" وأيضا حلم التعليم ما زال يراودني وتزوجت وأنجبت ٣ أولاد في مراحل التعليم المختلفة أكبرهم في الجامعة ووصلت لسن الـ50 عاما وما زال حلم التعليم يراودني ولكنه ظل حلم لا أحققه، حتى حدث موقف أقسمت بعدها أن أتعلم ولا أكون جاهلا بعد اليوم.
ويسرد عوض الموقف قائلا: "كان هناك أحد الأشخاص الغرباء عن القرية يسألون أحد أهل بلدتي عني وقالوا له نريد الأستاذ عوض سامي فسخر منهم وقال لهم مفيش حد اسمه الأستاذ عوض اسمه الحاج عوض أصله دا جاهل ومش متعلم ولم يذهب للمدارس فكيف يكون أستاذا؟" وهنا قررت أن أحصل على شهادة محو الأمية وإكمال تعليمي والالتحاق بالمرحلة الإعدادية وأنا في سن الـ 50 وهو ما نجحت بالفعل في تحقيقه وسأكمل وسأحقق حلمي وأريد أن ألتحق بكلية "الإعلام" وأكون صحفيا فهذا هو حلم حياتي أن أكون نبض الناس".
كما كشف عوض سامي، لـ"الدستور"، عن معاناته اليومية مع المتنمرين منذ أن بدأ في عودته للتعليم في هذا السن، إذ يقول هناك من يسخر مني بل ويشتمونني مثل "البس بامبرز بقا، روح ارجع تاني خد الرضعة بقى، احترم سنك عيب عليك" وغير ذلك من الشتائم والإهانات، مؤكدا أن هذا الأمر لا يؤثر فيه مطلقا: معقبا: “استقبلها وأرد عليها أيضا بردود مضحكة ولكني أبقي حزين في داخلي”، لافتا غلى أن زوجته هي أكبر المشجعين له وتقف بجانبه ليحقق حلمه بل وأمنت بكل مشاعره.
وأوضح عوض سامي، أن أيضا صديق عمره الذي يدعي "رضا حجاج" هو من ساعده ووقف بجانبه بكل الطرق لكي يتمكن من الالتحاق بالمرحلة الإعدادية وذلك بعد حصوله على شهادة "محو الأمية"، لافتا إلى أنه حاليا يعيش مشاعر مختلطة في مرحلته التعليمية الجديدة ما بين الخوف والقلق من الامتحانات وأيضا الإحساس بالعودة للطفولة وذلك بعد مصاحبته لزملائه الطلاب في الصف الأول الإعدادي، مؤكدا أن الحياة أصبحت مختلفة عن ذي قبل الالتحاق بالتعليم.
ووجه عوض سامي بدير، رسالة للمجتمع قائلا: “شجعوا اللي بيعمل حاجة حلوة وعنده هدف وعايز يحقق ذاته بلاش نهدم كل حاجة حلوة بالتنمر وعدم الفهم لأنه مؤذي جدا فيجب أن نستبدل ذلك بالتشجيع والدعاء بالتوفيق”.
كما وجه الشكر لإدارة المدرسة على تشجيعهم له والوقوف بجانبه وتذليل كافة العقبات له، وكذلك أيضا لزملاؤه الأطفال في المدرسة والذين يؤدون الامتحانات معه خلال تلك الأيام ، لافتا إلى أنه يشرح لهم ما يستصعب عليهم من دروس ونقاط خلال المذاكرة والمراجعة سويا.