عبد الوهاب داود: فُتنت بصبري موسي قبل أن ألتقيه وعلاقتي به أقرب من علاقتي بوالدي
قال الكاتب الصحفي والروائي عبد الوهاب داود إنها كانت مفاجأة غير متوقعة ان أعمل مع الكاتب الراحل صبري موسي، فقد كنت أعرفه جيدا عبر قراءتي لأعماله الإبداعية ومتابعتي لكتاباته الصحفية، إلى جانب ذلك كنت ومازلت من المفتونين بكتاباته في جميع المجالات سواء صحفية إو ابداعية.
ولفت داود إلى ان صبري موسي لم يذهب الى الصحراء ليكتب تحقيق صحفي استقصائي، لكن ذهب إلى هناك للكتابة عن الإنسان والمكان كحالة إنسانية متكاملة، وقد يرجع هذا إلى تكوينه كفنان تشكيلي وهي التيمة الرئيسية التي تربط بين اعماله الصحفية والإبداعية، قضيته الأولى التي يتمحور عليها مشروع صبرى موسى الإبداعي والصحفي .
هناك العديد من الأشياء التي لايعرفها العديد من القراء عن أعمال صبري، ففي ظني أنه الأول الذي كتب فيلم مأخوذ من قصيدة عن قصيدة للشاعر الفلسطيني سميح القاسم وكان من ضمن أماني القاسم ان يرى هذا الفيلم في حياته، ورحل كلاهما دون ان يرى الفيلم طريقه إلى النور.
وتابع عبد الوهاب “محظوظ أنا في حياتي لمجاورة هذا الرجل في عملي، فقد كان لجيل الستينيات والسبعيينات لديهم العديد من المشاكل المتعلقة بالندوات والمؤتمرات والمكانة الأدبية.. إلخ ، إلا أن صبري موسي في ظني الوحيد الذي لم ينشغل بهذا الأمر تمامًا”، لافتًا إلى ان أعمال صبري موسي الروائية متداولة بشكل كبير، وترجمت إلى ما يزيد عن 20 لغة وأن كل أعمال الروائي الراحل مبنية على الحنين للطبيعة الإنسانية.
وختم داود بالإشارة إلى أن "مساحة العلاقة بيني وبين الكاتب الراحل صبري موسى كبيرة، فقد اقتربت منه أكثر من والدي، وعرفت كيف كان فنانا وقطبا من أقطاب العمل الصحفي في مصر وبطبيعة الحال في عالمنا العربي، فعناوين كتاباته واعماله الإبداعية مدرسة صحفية مختلفة عن ما هو سائد.
جاء ذلك في ندوة مناقشة كتاب "الصخر.. والبحر" للكاتب الراحل صبري موسى والصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع،بحضور الكاتب الصحفي ورئيس مجلسي إدارة وتحرير الدستور الدكتور محمد الباز، والكاتب الصحفي عبد الوهاب داود، والدكتور عاطف معتمد أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة، َيدير الحوار الناشر حسين عثمان.
أما عن صبري موسى فهو من مواليد 1932 وتوفى في 2018، وهو كاتب روائي وصحفي وسيناريست مصري.
ويعد صبري موسى أحد أبرز كتاب القصة والرواية في مصر والعالم العربى، ترجمت أعماله لمعظم اللغات، وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام 1974، وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى عن أعماله القصصية والروائية عام 1975، وسام الجمهورية للعلوم والفنون عام 1992، جائزة "الحصان المجنح" من الولايات المتحدة وهي الميدالية الذهبية للأعمال الأدبية المكتوبة بغير اللغة عام 1978، جائزة الدولة للتفوق عام 1999، جائزة الدولة التقديرية عام 2003، له أعمال روائية أدبية "فساد الأمكنة"، "حادث النصف متر"، "السيد من حقل السبانخ"، كما كتب السيناريو لعدد من الأفلام السينمائية منها "البوسطجي"، "قنديل أم هاشم"، "الشيماء"، "قاهر الظلام"، "رغبات ممنوعة"، "رحلة داخل امرأة"، "حادث النصف متر"، "أين تخبئون الشمس"، "رحلة داخل امرأة"، وقدم للتليفزيون المصرى أول فيلم ألوان "حبيبى أصغر منى".
ساهم فى تأسيس جريدة "الجمهورية"، ومن مؤسسي مجلة "صباح الخير" وجريدة "العربى"، ومجلة "بالعربى" للجاليات العربية بأمريكا وكندا.