المنتفعون من القوافل الطبية: خدمات مجانية وجودة ممتازة «من غير ما ندفع ولا مليم»
يُعد الملف الصحى ضمن أهم أولويات الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه الحكم، حيث سعى لتعزيز النظام الصحى بعد أن عانى هذا القطاع تدهورًا وإهمالًا طيلة عقود، لكن الحال تبدل بفضل العديد من المبادرات الرئاسية.
وبشكل يومى تنظم المبادرة الرئيسية «حياة كريمة» العشرات من القوافل الطبية، بمختلف أنحاء الجمهورية، لخدمة الأهالى فى القرى والنجوع والأحياء، وإجراء الفحوصات الطبية بمختلف التخصصات مجانًا. «الدستور» التقت عددًا من القائمين على القوافل الطبية والمستفيدين من خدماتها، لمعرفة تفاصيل ما يجرى على الأرض.
أحمد فتحى: ندوات للتوعية بأهمية الكشف المبكر عن الأمراض
قال الدكتور أحمد فتحى، أحد الأطباء بمبادرة «حياة كريمة» بالمنوفية، إن المبادرة تواصل إطلاق القوافل الطبية بشكل مستمر، على مدار الأسبوع، فى القرى والمراكز على مستوى الجمهورية لتقديم خدماتها لأكبر عدد من المواطنين.
وأضاف: «لا تقتصر جهود المبادرة الرئاسية على إطلاق قوافل طبية لخدمة البشر فقط، ولكن تطلق أيضًا قوافل أخرى بيطرية فى القرى التى يعتمد سكانها على تربية المواشى والدواجن».
وتابع: «يجرى عقد ندوات توعية بمخاطر بعض الأمراض، والكشف المبكر عنها، ومعرفة أعراضها كسرطان الثدى لدى السيدات، وكذلك محاضرات للإسعافات الأولية وتضميد الجروح، ومعالجة الحروق وغيرها».
وأشار إلى أن القوافل الطبية تشمل الفحص الطبى وإجراء التحاليل والأشعات وتقديم العلاج مجانًا، وفى حال احتياج الحالة لإجراء عمليات جراحية، يجرى تحويلها إلى المستشفيات المتخصصة مع المتابعة المستمرة لتطور الوضع الصحى والاستجابة للعلاج.
الأهالى: علاج أخطر الأمراض ومعاملة حسنة من الأطباء
قالت عايدة صبرى، مسنة، إنها استفادت من خدمات القافلة الطبية التابعة للمبادرة، مشيدة بالمعاملة الحسنة التى تلقتها من أطبائها والعاملين بها.
وحكت أنها كانت تعانى من مشكلات فى السمع، وتوجهت إلى إحدى قوافل المبادرة فى قريتها بمحافظة الدقهلية، وبعد إجراء الفحص طالبها الطبيب باستخدام سماعة طبية خاصة بضعف السمع، لكنها أخبرته بأنها لا تستطيع توفير تكلفتها، فسجل بياناتها وتم تسليمها السماعة بعد الكشف بأيام.
فيما قالت «أم نور» إن طفلتها التى لم تتجاوز الـ١٣ عامًا، تعانى من مرض جلدى نادر، يتسبب فى تآكل وسقوط أجزاء من أطرافها، مضيفة أن القافلة اهتمت بحالة طفلتها، وتتولى القافلة متابعة حالتها بشكل مستمر منذ أغسطس الماضى وحتى اليوم، كما تم صرف العلاج وطرف صناعى لمساعدتها على الحركة، بشكل مجانى تمامًا.
وقال عبدالله عمر، إنه يعانى مشكلات فى الرؤية، وتوجه إلى إحدى القوافل لإجراء الفحص الطبى بعيادة الرمد، ورغم الإقبال الكبير، استمع الطبيب إلى شكواه كاملة، وراجع الروشتات القديمة والأدوية التى وُصفت له والتاريخ المرضى له، وصرف الأدوية له من صيدلية القافلة دون تحميله أى تكلفة.
إيمان أحمد: «معاك من بدرى» تقدم الدعم النفسى
كشفت الدكتورة إيمان أحمد، من أفراد مبادرة «حياة كريمة» بالمنصورة، عن أن هناك تطورًا كبيرًا فى حركة القوافل الطبية بالمحافظة، مضيفة أنه تم تنفيذ أفكار جديدة تخدم المواطنين فى المناطق الأكثر احتياجًا، لتقديم الخدمات الطبية المجانية.
وقالت إنه تم إطلاق قافلة «معاك من بدرى» من جامعة المنصورة، كأولى القوافل الموجهة للكشف المبكر وتقديم الخدمات الصحية والدعم النفسى والإرشاد الأسرى لذوى الهمم، حيث استقبلت العشرات منهم، وتم توقيع الكشف الطبى عليهم فى مختلف التخصصات الطبية.
وذكرت أنه تم إجراء الكشف على أصحاب الإعاقات، ممن هم فى المراحل الأولى، وتشخيص ومعالجة الإعاقة وتقديم خدمات طبية لأصحاب المراحل المتأخرة، كل حسب حالته.
وقالت إن القافلة تضمنت على الجانب التوعوى إلقاء محاضرة فى مجال الإرشاد النفسى والأسرى، لمرافقى الحالات، ومحاضرات توعية للحوامل، وإعطائهم نصائح لتجنب إنجاب أطفال يتعرضون لخطر الإعاقة.
وبينت أن قافلة «معاك من بدرى» تضمنت تخصصات «الرمد، والتخاطب، والسمع، والروماتيزم والتأهيل، والنفسية»، مضيفة أنه تتم إحالة الحالات المحتاجة لرعاية وفحوصات متقدمة للمستشفيات الجامعية، طبقًا للبروتوكول الموقع بين «حياة كريمة» والمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، كما تتم متابعتها هاتفيًا بشكل مستمر، للاطمئنان عليها بعد انتهاء القافلة، فضلًا عن الاستماع إلى مطالبها وشكواها.
أميمة رمضان: أولوية لكبار السن وذوى الهمم «لحد البيت»
أكدت الدكتورة أميمة رمضان، منسق القطاع الطبى لمؤسسة حياة كريمة بالدقهلية، أن المبادرة، منذ إطلاقها، تهتم بالقوافل الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة، لتقدم أفضل خدمة للمواطنين لتحسين صحتهم وتحقيق هدف المبادرة التى أطلقها الرئيس السيسى، لعلاج الأمراض والأوبئة والكشف المبكر عنها.
وأضافت: «تستهدف المبادرة إيجاد مجتمع يتمتع بحياة أفضل فى مختلف الجوانب، فمن ضمن أهداف القوافل الطبية التيسير على كبار السن والأطفال أصحاب الهمم فى تلقى الخدمات الطبية بشكل مجانى، ودون الحاجة إلى قطع مسافات طويلة بحثًا عن خدمات طبية، فالقوافل تتنقل وتدخل القرى والنجوع لتكون على مقربة من المواطنين».
وأوضحت أن تدخلات «حياة كريمة» لم تتوقف عند حد إطلاق القوافل الطبية لتقديم الخدمات الاعتيادية فحسب، لكن تدخلاتها شملت إطلاق مبادرات متخصصة مثل الكشف المبكر عن بعض الأمراض، ومشكلات تأخر النمو، واكتشاف الإعاقات السمعية المبكرة للأطفال حديثى الولادة. وتابعت: «ساهمت المبادرة فى توفير بعض المساعدات الطبية للحالات التى كانت بحاجة لأطراف صناعية وكراسى متحركة وسماعات طبية، فضلًا عن تقديم المساعدة لعدد من أصحاب الهمم، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، التى تتولى صرف معاشات شهرية لهم».
واختتمت منسق القطاع الطبى بالدقهلية: «السعادة والرضا اللذان نلحظهما على وجوه المستفيدين من الخدمات وذويهم تعطيانا دفعة معنوية كبيرة لمواصلة العمل وبذل المزيد من الجهود».