بطريرك موسكو يوجه رسالة إلى العالم فى ليلة عيد الميلاد
خاطب بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل، جموع المسيحيين في روسيا والعالم، بمناسبة عيد الميلاد، معزيا في ضحايا الأزمة الأوكرانية، وموضحا طريقة إحلال السلام العالمي.
وقال: "لسوء الحظ، طغت الأحداث العسكرية المعروفة على فرحة الاحتفال بعيد الميلاد، لا يسعنا إلا أن نحزن على القتلى والجرحى، ونصلي من أجلهم، وندعو أن يكونوا في أماكن أكثر أمانا".
وأضاف: "رجال الدين والمتطوعون الأرثوذكس يساعدون المحتاجين بنشاط، يزورون الجرحى في المستشفيات، ويرسلون الأشياء الضرورية والأدوية والطعام وغير ذلك الكثير الذي يحتاجه الناس، وأشكرهم بصدق على هذا، لقد أصبحنا حقا عائلة واحدة كبيرة".
وبحسب البطريرك، فإن السلام في أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم ممكن فقط إذا وجد الإيمان في حياة الناس.
وقال: "نعتقد أنه من خلال صلوات القديسين سيكون هناك سلام بين شعوب روس المقدسة، وفي أي مكان من أماكن الصراعات في العالم.. ولكن هناك شرطا وحيدا مطلوبا، رب العالم يجب أن يكون معنا، إبعاد الله عن الحياة، وخلق حضارة تكنوقراطية بلا روح لا تحتاج إلى الله، هو أفظع شيء يمكن تخيله".
وشدد بطريرك موسكو على أن أفظع الصراعات في العالم اليوم تعزا إلى ابتعاد الناس وعزلتهم عن الإيمان.
وقال: "كل الصراعات الفظيعة تحدث اليوم لأن الناس يبتعدون عن الإيمان. والعكس بالعكس، بالاعتماد على الإيمان، يمكنك معالجة النزاعات والتغلب عليها، وفق الله هذا الإيمان الحي الذي أعطي لنا من خلال السيد المسيح، إن الله يساعدنا على ترتيب حياتنا وعلاقاتنا الشخصية، بل وأكثر من ذلك لبناء علاقات بين الدول، ولطرد تلك الخبائث والتناقضات التي تهدد الآن حياة البشرية جمعاء".
ودعا البطريرك كيريل المسيحيين على أن يطلبوا من الله أن يتحقق السلام في كل أنحاء العالم، والتعبير بالأفعال عن التعاطف والمساعدة والدعم لمن يحتاجون إلى الشهادة لإيمانهم.
ووصف البطريرك كيريل، محاولات تدمير الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية القانونية بالمثيرة للشفقة، ودعا المؤمنين في ليلة عيد الميلاد إلى الصلاة من أجل أتباع الديانة في أوكرانيا، الذين تم طردهم من كييف.
وقال: "دعونا نصلي من أجل إخوتنا وأخواتنا. نعتقد أن هذه الإغراءات الشيطانية سوف تنتهي يوما ما، ومع مرور الوقت، سيتذكر الكثيرون بابتسامة المحاولات المؤسفة لتدمير الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا".
وفي وقت سابق، دعا البطريرك إلى هدنة عيد الميلاد في أوكرانيا من الساعة 12:00 يوم 6 يناير، حتى 24:00 يوم 7 يناير.
وفي وقت لاحق، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعليماته للقوات المسلحة الروسية لتطبيق نظام وقف إطلاق النار في الوقت المحدد على طول خط التماس بأكمله في منطقة العمليات العسكرية الخاصة.
ومن جانبها، رفضت سلطات كييف المبادرة الروسية لوقف إطلاق النار المؤقت بهدف تكريم شعائر ليلة عيد الميلاد.
وعلى الرغم من وقف القوات المسلحة الروسية إطلاق النار في أوكرانيا، إلا أن القوات الأوكرانية لم تلتزم بالهدنة واستمرت في قصف المواقع والمدن التي يسيطر عليها الجيش الروسي.
عيد الميلاد هو أحد أهم الأعياد بالنسبة للمسيحيين، وهو إحياء ذكرى الأحداث التي وقعت قبل أكثر من ألفي عام، عندما ولد السيد المسيح في كنسية المهد بمدينة بيت لحم في فلسطين.