كيف تسببت الهواتف في خسارة روسيا لجنودها بالحرب مع أوكرانيا؟
أرجعت وزارة الدفاع الروسية، أن السبب في مقتل 89 جنديا إثر ضربة صاروخية أوكرانية دامية يعود لاستخدام المقاتلين الروس للهواتف المحمولة بصورة غير قانونية.
وجاء تعليق الدفاع الروسية وسط تصاعد حدة الغضب في أوساط المعلقين الذين تتعالى أصواتهم في انتقاد في ما يصفونها بأنها حملة عسكرية فاترة بأوكرانيا.
وقال هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، إن الأخطاء الروسية ساهمت في تكبدها لعدد من الخسائر منذ دق طبول الحرب في فبراير ٢٠٢٢، ليست تلك السابقة الأولى، ولكن يمكن اعتبارها الأشد كارثية للجانب الروسي، فقد تعرضت قواته لقصف من أربعة صواريخ من نوع "هيمارس" الأمريكية، ضربت "مركز انتشار مؤقت" للجيش الروسي في مدينة ماكيفكا، الواقعة شرق دونيتسك بأوكرانيا، نتاج رعونة وقصور في الإجراءات الأمنية نتاج استخدام الجنود الروس للهواتف المحمولة وهو ما جعل الجانب الروسي يعترف بمقتل 63 جندياً، فيما تقول كييف إن العدد وصل إلى 400 قتيلا.
وأكد الخبير في العلاقات الدولية فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مبادرة الجانب الروسي بالتصريح والاعتراف تشير إلى مدى كارثية الخسائر، هي خطوة استباقية قبيل إعلان أوكرانيا عن الأعداد الحقيقة، خاصة أنه ليس من المعتاد أن تعلن موسكو عن خسائرها البشرية، فلم يحدث ذلك إلا ثلاث مرات فقط وفي أشهر متباعدة.
حادث الهواتف استمرار لمسلسل أخطاء روسية فادحة فى الحرب
ويرى سليمان، أن الحادث يعد استمرارا لمسلسل أخطاء روسيا الفادحة في حرب أوكرانيا، خاصة استخدام الجنود الروس لهواتفهم الخاصة في اتخاذ قرارات متعلقة بتحركاتهم، وهو ما يتناقض مع التوجيهات العسكرية، الأمر الذي استخدمته القوات الأوكرانية من أجل تحديد مواقع تمركز قوات روسيا وقصفها.
وتابع: أوكرانيا تمتلك منظومة مشابهة لمنظومة "ليير 3" الروسية، المكونة من طائرتين مسيرتين ومركز قيادة في شاحنة عسكرية، لتتبع مواقع القوات، ويمكن للمنظومة رصد أكثر من 2000 هاتف محمول في مدى يصل إلى 5.4 كيلومتر، مما يتيح إمكانية العثور على مجموعة كاملة من القوات المعادية.