فى ذكرى رحيله.. أبرز مؤلفات هنرى برجسون فيلسوف الضحك
هنري برجسون، أو فيلسوف الضحك، مفكر فرنسي بارز، والذي تتزامن واليوم الموافق 4 يتاير ذكري رحيله، في العام 1941، زمن ذورة احتدام الصراع الدولي خلال الحرب العالمية الثانية.
برجسون الحاصل علي جائزة نوبل في الآداب عن العام 1927، يعد من أهم وأبرز فلاسفة العصو الحديث، حيث دشن تيار الوعي، والذي أسس لملامح الأدب الفرنسي المعاصر.
ولد هنري برجسون في باريس عام 1859، ونشر عمله الأول والمعنون بـ “الزمن والإرادة الحرة ..دراسة في المعطيات المباشرة للوعي”، في العام 1889.
ويلفت المترجم دكتور محمد عناني، في تقديمه لترجمة أعمال “برجسون” الكاملة، إلى أن “برجسون”، سرعان ما نشر عمله الفكري الثاني تحت عنوان “المادة والذاكرة” في العام 1911، وهو الذي كان يطعن فيه فيما يسمي بـ “الحتمية العلمية”، وكان من ثم بمثابة من يسبح ضد تيار العلم الطبيعي في القرن التاسع عشر، فاكتسب سمعة ذائعة، وتتضمن فصول هذا الكتاب ــ المادة والذاكرة ــ دراسات متعددة تشرح وجهة نظر هنري برجسون، في العلاقة بين الروح والجسم.
وفي العام 1907، نشر كتاب برجسون الثالث بعنوان “التطور الخلاق”، وفيه يبدو أنه من أنصار نظرية “الخلق المستمر”، والتي عرفها علماء الكلام في التراث العربي، ولكنه يستند فيها إلي فكرة الديمومة تحديدا، ويوحي في تضاعيف حججه بأن العامل الأول هو الدافع الحيوي.
كما ترجم كتاب برجسون “مقدمة للميتافيزيقا” عام 1913، وقد فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1927، وظل يعمل أستاذا في كوليج دي فرانس حتي العام 1921، ثم تقاعد وتوفي في مثل هذا اليوم من العام 1941، بعد أن أثر تأثيرا كبيرا في مسار الفكر الأدبي والفلسفي.
ــ هنري برجسون فيلسوف الضحك
ويذهب هنري برجسون، في كتابه “الضحك”، إلي أن: "والضحك مهما نفترضه صريحا فإنه يخفي وراءه فكرة تفاهم، وأكاد أقول تآمر، مع ضاحكين آخرين، حقيقيين أو خياليين. ولطالما قيل أن ضحك المشاهد في المسرح يكون أشد كلما كانت القاعة مزدحمة بالجمهور. ولطالما لوحظ أيضا أن بعض الآثار المضحكة لا يمكن ترجمتها من لغة إلي أخري، فهي بالتالي متعلقة بعادات مجتمع مخصوص وأفكاره.
ويضيف “برجسون”: أننا نحيا في المجتمع وبه، فما نملك إلا أن نعامله علي أنه كائن حي. لذا يضحكنا أن نري صورة توحي إلينا بفكرة، مجتمع يتنكر، أو بفكرة تنكر اجتماعي إذا صح التعبير. وتتكون هذه الصورة متي رأيناها علي صفحة المجتمع الحي شيئا جامدا، أو جاهزا أو مصنوعا، لأن هذا يكون من التصلب، ولا يتفق مع ما للحياة من مرونة داخلية. ولهذا كان جانب المراسيم من الحياة الاجتماعيةلا بد أن ينطوي علي مضحك يتربص الفرصة كي يظهر، ويصدق علي المراسيم.
ويمضي “برجسون” موضحا: لأن المراسيم هي من جسم المجتمع بعناية، وهي أيضا تكتسب جديتها من أنها تتخذ في نظرنا بالغرض الجدي الذي تربطها به العادة. وهي ما تلبث أن تفقد هذه الجدية متي عزلها الخيال عن هذا الغرض، حتي ليكفي، كيما يبدو أحد المراسيم مضحكا، أن ينصرف الانتباه إلي صورته دون مادته، علي حد تعبير الفلاسفة.
واختتم: “هنا أيضا نستطيع أن نضخم الضحك بتقريبه من منبعه، وذلك بالصعود من فكرة التنكر، وهي فكرة فرعية، إلي الفكرة الأولي وهي فكرة آلة ألقيت علي الحياة".