«العسل».. الذى أفسد صداقة جمال الغيطانى ووحيد حامد فى «حارة الزعفرانى»
فى الوقت الذى استقبل فيه قراء الأدب قصص وحيد حامد القصيرة مثل قصة “الليل” التى نشرتها له مجلة “المجلة” عام 1966؛ وقت أن كان طالبا بكلية الآداب جامعة عين شمس؛ كان جمال الغيطانى يقضى فترة إعتقاله على خلفيات سياسية بعد خروجه من المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي؛ والتى التحق بها عام 1963.
بعد خروج جمال الغيطانى من المعتقل بعام وتحديداً 1967؛ كانت قصص ومسرحيات وأعمال وحيد حامد بدأت تظهر فى الصحف والمسرح والإذاعة وبدأ الأقلام النقدية تحتفى وتنتقد إسهامات وحيد حامد؛ وهو ما لفت إنتباه جمال الغيطانى الذى ظل يتابعه عن بعد حتى التقيا لتجمعهما صداقة ظلت لسنوات وسنوات دون أن يعكر صفوها شيء؛ حتي جاء عام 1996 وقتها كشفت الصحافة المصرية الغطاء عن واقعة اتهام الغيطانى لوحيد حامد بعد أن تقدم ضده بشكوى الى نقابة المهن السينمائية أكد فيها علمه بوجود تشابه بين سيناريو "النوم فى العسل" وروايته "وقائع حارة الزعفران"؛ .. فى ذكرى وفاة وحيد حامد( 1 يوليو 1945_ 2 يناير 2021)؛ نستعرض أزمة “العسل” التى أفسدت صداقته بجمال الغيطانى:
تفاصيل الواقعة تعود لعام 1996
تفاصيل الواقعة تعود الى 27 مارس عام 1996؛ والتى كشف عنها الكاتب الصحفى أكرم القصاص فى جريدة "الوفد" تحت عنوان "الغيطانى يشكو وحيد حامد بسبب العسل؛ حيث يقول:" كان الغيطانى قد ذكر فى شكواه أنه علم أن وحيد حامد كتب سيناريو فيلمه الأخير "النوم فى العسل" والذى سيلعب بطولته عادل إمام ويدور حول انتشار العجز الجنسى ، وذكر أنه يجد تشابهاً كبيراً بين السيناريو ورواية "وقائع حارة الزعفرانى" الصادرة فى العام 1976.
"القصاص" تابع نشر تفاصيل الواقعة؛ حيث كتب، إنه رغم مطالبة جمال الغيطانى بالتحقيق وحفظ حقوقه الأدبية والمادية، وبعد اتصال النقابة بوحيد حامد أكد وجود علاقة صداقة تربطه بالغيطانى، وأنه سوف يتصل به، ومع ذلك مازالت النقابة تنتظر رداً من أحد الطرفين لبدء أو إنهاء التحقيق، فى الوقت الذى تمسك فيه الغيطانى باستمرار شكواه، وأكتفى بذلك دون تعليق، خاصة إنه قرأ سيناريو "النوم فى العسل"، وتأكد من وجود التشابه فى حين نفى وحيد حامد تلقيه أى إتهام رسمى، كما أحتفظ بحقه فى الرد عندما يتلقى إتهاماً رسمياً، وأن الموضوع مازال معلقاً بين النقابة وتأكيد وحيد حامد وجمال الغيطانى وجود صداقة متينة بينهما دون ان يسحب الغيطانى شكواه، أو يدافع وحيد حامد عن نفسه".
قالوا عن رواية "وقائع حارو الزعفرانى"
الباحث الإسباني خوان جويتسيلو في دراسة طويلة بالإسبانية بعنوان الأصالة والمعاصرة فى أعمال جمال الغيطاني، قال : الحدث الذى يزعزع الوجود الهش لسكان حارة الزعفرانى غريب ومقلق؛ فكل سكان الحارة يفقدون قدرتهم الجنسية عدا شخص واحد غير معروف. هنا يتحرر الروائى من أشكال الكتابة المقدسة التى تدغدغ حواس القارئ المعتاد على الكتابات سريعة الانتشار، مما يجعله يواجه دائمًا صعوبات جمة ليفتح طريقه باتجاه التعرف على العمل. قليلون وقليلون جدا الكتاب الذين يحافظون على الصبر المطلوب للعمل".
أحداث فيلم “النوم فى العسل”
تدور قصة "النوم فى العسل" حول العميد مجدى نور الذى يقوم بأداء شخصيته الفنان عادل إمام في دور رئيس مباحث القاهرة الذي يكتشف وباء يسبب العجز الجنسي للرجال في القاهرة، ويعاني هو نفسه من هذا الوباء. وتحاول الحكومة إخفاء الأمر تماما خوفا من مجابهة المشكلة. ويرفض مجلس الشعب ووزارة الصحة التحقيق فيه. ويلتقي بصحفية شابة شيرين سيف النصر تحاول نشر الموضوع في الصحافة، ولكنها تصطدم بمعارضة رؤسائها.