تخوف أمريكي.. هل تتحالف الصين وروسيا في أوكرانيا عقب مباحثات بوتين وبينج؟

حذرت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، الصين من عواقب تقديم أي مساعدات عسكرية إلى روسيا، معربة على قلقها من التحالف الروسي الصيني، وذلك عقب المباحثات التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج عبر الفيديو كونفرانس.

وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانتا باتيل: "تعتبر الصين الشعبية خصمنا الوحيد الذي ينوي تغيير النظام الدولي ويتعاظم أكثر فأكثر كقوة اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية وتكنولوجية للنجاح في تحقيق هذا الهدف".

طارق فهمي: مخاوف أمريكية من تحول التحالف التكتيكي الروسي الصيني إلى استراتيجي

وفي هذا الإطار قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن القمة الصينية الروسية ومباحثات الرئيس الروسي ونظيره الصيني بعثت رسائل مهمة للولايات المتحدة الأمريكية فى هذا التوقيت، وهناك مخاوف أمريكية حقيقية من إمكانية أن يتحول التحالف التكتيكي إلى استراتيجي بما يؤثر على مسارات الحركة الأمريكية في هذه المنطقة ليس فقط في ملف أوكرانيا ولكن ملف تايوان وأيضا فى ملف كوريا الشمالية.

وأوضح فهمي فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هواجس الإدارة الأمريكية تتمثل أولا في التخوف من أن يكون هذا التحالف بداية لبناء تحالفات جديدة ثنائية أو متعددة الأطراف، وخصوصا مع تحرك روسيا لجمع دول منظمة الأمن الجماعي لتضم أكبر عدد من الأطراف الحليفة لروسيا بالإضافة إلى التحركات المتعددة فى الاتجاهات المختلفة للجانب الصينى، فبالتالى الولايات المتحدة تتخوف من ذلك.

وتابع فهمي: “النقطة الثانية محاولة دعم روسيا بعد المخطط الأمريكي لتركيع روسيا ومحاولة الضغط الكبير عليها وفرض منظومة العقوبات ورفضها لفكرة الحوارات، وخاصة أن أوكرانيا عرضت 10 نقاط للحوار وروسيا أيضا ردت، لكن الولايات المتحدة ماضية فى نهجها رغم أن زيارة الرئيس الأوكراني للولايات المتحدة كان فيها العديد من التفاصيل المزعجة”.

وأكد فهمي أن الاستراتيجية الأمريكية ماضية في طريقها لمحاولة الضغط على الجانب الروسي الصيني معا، لافتا إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تدخل فى مناكفة مع الطرفين الروسي والصيني في وقت واحد لكن سيكون لها حسابتها السياسية والاستراتيجية.

وشدد فهمي على أن القمة الروسية الصينية تبعث برسائل خطيرة فى هذا الوقت وسيكون له تأثيراتها الكبرى على الأقليم وعلى الترتيبات الأمنية المقبلة، مستدركا “أعتقد أن هذا ما تتخوف منه السياسة الأمريكية التى وضعت استراتيجيات التى أعلنتها فى أغسطس الماضي أن الصين عدو راهن وخصم مباشر ويجب التعامل معه، أما روسيا فهى مهدد للأمن القومي الأمريكي ويجب التعامل معه وهذا ما يراه الجانب الأمريكي رسميا فى هذا السياق”.