الجثث تملئ المستشفيات والطرق.. أزمة إنسانية كبرى تواجه نيويورك

في الوقت الذي تعرضت فيه بوفالو، نيويورك، للعاصفة الشتوية التاريخية التي خلفت ما لا يقل عن 34 قتيلاً اليوم الأربعاء، كلف المستجيبون الأوائل بالمهمة القاتمة المتمثلة في البحث عن المزيد من الضحايا، وقد واجهوا الانجرافات الثلجية ودرجات الحرارة شبه المتجمدة، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

قال مارك بولونكارز، المدير التنفيذي لمقاطعة إيري: "كان لدينا الكثير من الجثث لدرجة أن العديد من المستشفيات ممتلئة، وعلينا فقط المرور وتحديد ما إذا كان الأفراد قد ماتوا بسبب العاصفة الثلجية أم لا".

مأساة إنسانية

وقال مفوض شرطة بوفالو، جوزيف جراماجليا إنه يتوقع العثور على مزيد من الجثث مع تساقط الثلوج، وقال إن شرطة بوفالو لديها حوالي 1000 مكالمة معلقة برقم 911 رغم أن بعضها قد يكون مكررًا، مضيفًا "البحث عن الجثث في وسط الثلوج وغلق الأماكن الخطرة بأشرطة صفراء كان عمل شاق وقاسي للغاية".

وتابعت الصحية أن بالنسبة للعديد من السكان ، ظلت عمليات الإغاثة الفورية بعيدة عن الأنظار، حيث استمر الحظر على القيادة وأغلقت العديد من متاجر البقالة.

قال بوب أورافيك، خبير الأرصاد في خدمة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS): "أي تساقط ثلوج إضافي قد يحدث في بوفالو سيكون ذا تأثير".

وأضافت أن الوضع الإنساني يصبح أسوأ مع انخفاض درجات الحرارة وتساقط المزيد من الثلوج، حيث تم العثور على ثلاثة أشخاص ميتين في سياراتهم، وتوفي أربعة دون تدفئة في منازلهم، وتوفي ثلاثة بسبب أمراض قلبية تتعلق بالتجريف أو عمليات إزالة الثلوج الأخرى، وتوفي ثلاثة بعد تأخير خدمات الطوارئ.

وقال المتحدث باسم عمدة بوفالو، بايرون براون "تم العثور على عدد من الوفيات بطرق المختلفة، حيث تم العثور عليهم في سيارات عالقة، وعلى الأرصفة، بوالقرب من زوايا الشوارع، وقد تم العثور على بعضها في ضفاف الجليد."

وأفادت صحيفة نيويورك بوست أن إحدى الضحايا هي أنديل تايلور البالغة من العمر 22 عامًا، وتوفيت بعد أن حوصرت في سيارتها لمدة 18 ساعة، حيث قيل إنها تبادلت مقاطع فيديو مع شقيقاتها في ولاية كارولينا الشمالية، في الفيديو الأخير، بدت متعبة للغاية، وغير قادرة على الصمود.

وقال العلماء إن تغير المناخ ربما يكون قد ساهم في شدة العاصفة. قال مارك سيريز ، مدير المركز القومي لبيانات الجليد والثلج في جامعة كولورادو، بولدر، إن ذلك يرجع إلى أن الغلاف الجوي يمكن أن يحمل المزيد من بخار الماء، الذي يعمل كوقود.

وتسببت العاصفة في انقطاع التيار الكهربائي من ولاية ماين إلى سياتل، حيث تم الإبلاغ عن الوفيات المرتبطة بالعواصف في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مقتل ثمانية على الأقل في حوادث في ميزوري وكانساس وكنتاكي. سقطت امرأة من خلال جليد النهر في ولاية ويسكونسن واندلع حريق مميت في معسكر للمشردين في كانساس.