«لو قلت هذا الكلام لأبي لما مات».. هكذا تحدث عبد الوهاب والسنباطي عن الشيخ مصطفى إسماعيل
تحدث عاطف اسماعيل نجل الشيخ مصطفى إسماعيل في حوار لأجرته معه جريدة الدستور عن شهادات العباقرة موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب، والموسيقار رياض السنباطي.
يقول عاطف اسماعيل:"عندما ماتت أم ملك العراق عام ١٩٤٧، رن هاتفنا وقتها فوجدته القصر الملكى بالعراق، ويريدون الشيخ مصطفى، وكان وقتها فى الإسكندرية، فأخبرونى أن الشيخ سيطير إلى بغداد رفقة الشيخ أحمد أبوالعينين، ولما تأخر أبى أخذوا بدلًا منه الشيخ الشعشاعى، وحكى لى الشيخ أبوالعينين أن الجميع هناك كان يسأل عن الشيخ «مصطفى»، فتضايق «الشعشاعى»، وأخبرهم أنه سيسافر، وجاء أبى بعدها بيومين، وأخبرته بما حدث وذهاب «الشعشاعى» بدلًا منه.
ويضيف:" وفى بيروت، كان هناك ملياردير اسمه محمود، أقام حفلًا دعا إليه الموسيقار محمد عبدالوهاب وأبى، واقترح «عبدالوهاب» على الشيخ أن يقرأ كل منهما آية، على أن يحكم الناس من الأفضل، فقرأ أبى آية من سورة الرعد: «أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم»، فقام «عبدالوهاب» ليضرب فيه بكلتا يديه بعد أن هزمه.
السنباطى قال: «كل الذين فتحوا حناجرهم لم يكونوا مثله»
ويواصل عاطف اسماعيل:" كان قد ضايقنى ما كتبه الناقد الفنى الراحل كمال النجمى بأنه ليس هناك أحد بعد الشيخ محمد رفعت، فجمعت له عدة تسجيلات وذهبت إليه بها، وكان معه أبوالفضل جادالله، وأخبرنى «جادالله» أن «النجمى» لم ينم ليلتها وأنه يريد مقابلة الشيخ، فأخبرت والدى وكان مترددًا فى لقائه، لكنى أقنعته وجاء «النجمى»، وقال لأبى: «سمعت مقام السيكا من أم كلثوم وعبدالوهاب وزكريا أحمد، لكنى لم أسمع السيكا التى تقرأ بها من قبل (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله)، هذا الجواب لم أسمعه من قبل»، فقلت له: «لا تحكم على الشيخ مصطفى من الإذاعة لأن الشيخ رفعت وإسماعيل كليهما بطل فى مضماره، تمامًا مثل بطلى المسافات القصيرة والطويلة، فلا بطل القصيرة يصلح للطويلة ولا العكس أيضًا، محمد رفعت مسافات قصيرة، لكن الطويلة للشيخ مصطفى إسماعيل، تركيبة صوت والدى لا تمنح نفس المدخل لصوت الشيخ محمد رفعت، فليس له نظير فى دخوله فى التلاوة».
ويختتم:" بعد موت أبى أقمت سرادقًا فى ميدان التحرير، وكنت بجوار كمال النجمى، فأشار إلى رجل يرتدى عباءة وطاقية، فسألته: «من هذا؟»، فقال: «رياض السنباطى»، فعرفته بنفسى وشكرته على مواساته، فسألنى: «أنت ابن الشيخ؟»، فقلت: «نعم»، فأخذنى بالحضن، وجلست بجواره، فقال لى: «أنا لى وقت طويل لم أغادر مصر الجديدة، لكن اليوم ضرورى كان لا بد أن أكون موجودًا». وقال لى أيضًا: «كل الذين فتحوا حناجرهم منذ أيام عبده الحامولى إلى الآن لم يكونوا مثل مصطفى إسماعيل، لأنه قال كل ما قالوه وزاد عليهم»، فقلت له: «لو قلت هذا الكلام لأبى قبل موته لما مات، فضحك».