على جمعة: التقوى مفتاح كل خير ومغلاق كل شر وتستلزم الإيمان بالله
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن التقوى مفتاح كل خير ومغلاق كل شر، وكان سيدنا علي رضي الله عنه يقول، التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
وتابع "جمعة"، إذا تأملنا في هذا القول وجدنا أن التقوى تستلزم الإيمان بالله، ثم الخوف من الله، والحياء منه، ثم البعد عن المعصية، وتستلزم الرضا بأمر الله، ولذلك فإذا ضُيِّق عليك في الحياة الدنيا في رزقك أو في صحتك أو في الولد- كأن لم ترزق ولدًا- فإنك تسلِّم بأمر الله.
- التزام بالتكليف
وفي التقوى إيمانٌ باليوم الآخر، بالحساب بالعقاب والثواب، "والاستعداد ليوم الرحيل"،وفي التقوى التزامٌ بالتكليف، "والعمل بالتنزيل"،وتجد الإيمان بالله، والعمل في الدنيا بأمر الله، "والاستعداد لليوم الآخر"،
وأضاف: فتجد الثلاثة أمور الكبرى : " الماضي، والحاضر، والمستقبل" أما الماضي فإن الذي خلقنا ورزقنا هو الله، هذا سؤال حير البشرية، من أين نحن؟ وأجابوا عنه بإجابات مختلفة، فمنهم من أنكر الإله وألحد، ومنهم مَن عرف الحقيقة فآمن، ثم بعد ذلك ماذا نفعل هنا؟، هل تركنا الله سبحانه وتعالى هكذا عبثًا؟ فمنهم من قال: نعم، الله خلقنا ولا شأن له بنا، ومنهم من قال: بل أرسل الرسل وأنزل الكتب، ولذلك آمنوا والتزموا بما كلفهم الله به، فكانوا مع ما أمر وعند ما نهى.
وأشار : وماذا سيكون غدًا؟ نحن نقول هناك يوم قيامة، أما غيرنا يقول: لا يوجد يوم قيامة، ولكن هناك تناسخ الأرواح، تخرج الروح مني، وتذهب لروح شخص أخر بعد 100 سنة. في الإسلام لا يوجد تناسخ بالأرواح؛ لأن مَن يقول بتناسخ الأرواح ينكر يوم القيامة، بعض الناس قالت: قامت قيامتك يعني مت وانتهينا، وهذه الدنيا ستبقى أبدًا، الجنة والنار هنا على الأرض، ولا يوجد يوم قيامة. كل هذه عقائد فاسدة، إذن؛ التقوى هي الإيمان بالله، والإيمان بالتكليف الذي أنزله الله، يعني: بالرسالة، وبالكتاب، وبالشريعة، والإيمان بيوم الحساب، فالتقوى عبارة عن إيمان مع عمل {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} وهي مجموعة في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ }.