«الصباح».. قصة الأديب الروسى دوستويفسكى عن الفقر والعشق والتضحية

"الصباح" واحدة من القصص الشهيرة للكاتب الروسي الشهير فيودور دوستويفسكى، وهى تعد من أدب المراسلات الذى قدمه الكاتب الألمانى الشهير كافكا فى رسائله مع ميلينيا، وقدمه أيضًا دوستويفسكى فى روايته الشهيرة "المساكين" التي كانت عبارة عن رسائل متبادلة بين ماكار وحبيبته فارفارا، والتى قيل إن ماكار كان هو دوستويفسكى نفسه. 

  كما أن ثمة رابطًا مشتركًا بين رواية "المساكين" وقصة "الصباح"، وذلك لأنهما من أدب الرسائل، كما أن الفقر كان قاسمًا مشتركًا بين أبطال القصتين، حيث أراد دوستويفسكى أن يسلط الضوء على حياة المهمشين في روسيا. 

- تفاصيل القصة

تبدأ قصة "الصباح" من رسالة جاء بها ساعي البريد إلى عنوان بطل القصة الذي لم يذكر المؤلف اسمه وكأنه أراد أن يقول أنا هذا الرجل، تسلمت ماترونا الخطاب وهى عجوز، يبدو من سياق القصة أنها تؤجر غرفة فقيرة فى بيتها لهذا الشخص.

اندهش صاحبنا فى بداية الأمر ولما فض الخطاب وجد رسالة من حبيبته ماستنكا، تطلب منه أن يغفر لها لأن حبيبها الأول رجع إليها ولن تفارقه، كانت الرسالة تحمل كمية كبيرة من الشجن، حيث قالت ماستنكا: ليتكما كنتما واحدًا أو ليتك هو، كما طلبت من المرسل إليه أن تأتى ومعها حبيبها لزيارته في الأيام المقبلة وأخبرته أنه سيحبه.
أنهى بطل القصة قراءة الرسالة وهو يجهش بالبكاء، بيّن دوستويفسكى أن ماترونا كانت تزيل العنكبوت من الغرفة كى يستطيع صاحبنا أن يتزوج فيها حبيبته، التى أرسلت له خطابها توًا تخبره أنها لن تعود وأنها رجعت إلى حبيبها الأول.
أنهى دوستويفسكى قصته بقبول البطل للأمر الواقع ليس هذا فحسب بل إنه قرر أن يذهب إلى الكنيسة كى يصلى من أجل حبيبته كى تنعم بالسعادة مع غريمه.

- الهدف من القصة

أراد دوستويفسكى أن يقول من خلال قصته "الصباح" إن العاشق الحقيقى يتمنى السعادة لمعشوقه حتى لو كانت على حساب سعادته، وأن الحب معجون بالتضحية. 
ومن ميزات القصة أن دوستوفيسكى بدأها بالصباح الذي جاء بعد ليال طويلة من العتمة التي ظنها انقشعت، بحصوله على غرفة تجمعه وحبيبة عمره، وانتهت القصة بقتامة شديدة جعلت بطل القصة يرى الصباح وقد تحول إلى ظلام دامس.