رحلة السامر فى نصف قرن: من خيمة «عاشق المداحين» إلى صرح ثقافي متكامل
قبل نصف قرن من الزمن وتحديداً فى 9 سبتمبر 1970 تم بناء مبنى بسيط مغطى بخيمة تشبه خيمة مسرح البالون على كامل مساحة أرض السامر فى حى العجوزة، كان ذلك قبل رحيل الرئيس جمال عبد الناصر بنحو واحد وعشرين يوماً من وفاته، وقتها تولى المخرج عباس أحمد منصب أول مدير لفرقة مسرح السامر، واستقبلت "خيمة السامر" العروض الفنية طوال خمس سنوات حتي تعرض المسرح عام 1975 لحريق له مع خيمة مسرح البالون والسيرك القومي.
السامر.. من خيمة الى مسرح "عاشق المداحين"
ظل مسرح السامر مغلقاً قيد الترميم والإنشاء بعد الحريق حتى عاد مرة أخرى على يد الرئيس السادات الذي افتتحه عام 1978 لتواصل الفرقة نشاطها بعرض "عاشق المداحين" لزكريا الحجاوي، وسمي المسرح بهذا الاسم "مسرح عاشق المداحين زكريا الحجاوي" واستمر حتى حدوث زلزال عام 1992م، الذي تسبب في تصدعات للمبنى، وفي عام 2007 تم هدمه وصدر القرار الجمهوري رقم 288 لنفس العام بإنشاء وتجديد المسرح على أن ينفذ وفق التصميم الفائز في المسابقة المعمارية التي أعلنت عنها الهيئة عام 2010 وأقيم مره أخرى كمسرح مؤقت حتى توقف رسمياً مره أخرى في 2013.
2021 وضع حجر الأساس لـ"السامر"
في 2021، تم وضع حجر الأساس والتعاقد مع الهيئة القومية للإنتاج الحربي وبدء تنفيذ أعمال تطويره ورفع كفاءته، وتضمن التصميم الجديد لمسرح السامر يراعى المواصفات الخاصة بالمنشآت الابداعية ويقام على مساحة 1806.84 متر ويتكون من دور أرضي عبارة عن مدخل رئيسي و غرفة مولد وغرفة للوحات الكهرباء و غرفة مراقبة أمنية، تحتوي على وحدات الإنذار وكاميرات المراقبة والسنترال وكذلك مكتب إداري بالإضافة إلى صالة مسرح على مسطح 600 متر وخشبة مسرح على مسطح 200 متر إضافة إلى غرف الملابس وصالة المسرح التى تتسع 400 مشاهد، أما الدور الأول علوي يشمل غرفة التحكم والاسقاط ويضم الدور الثاني علوي قاعة تدريب بالإضافة إلى المكاتب الإدارية.
نيفين الكيلانى تعلن استقبال مسرح السامر للجمهور يناير 2023
تفقدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، الأحد، مسرح السامر بالعجوزة، التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، بحضور هشام عطوة رئيس الهيئة، وذلك لمتابعة سير عملية التطوير الجارية للمسرح تمهيدا للافتتاح، واطلعت على آخر مستجدات التطوير ورفع كفاءة المسرح، وأهم التجهيزات الفنية واللوجستية التي طرأت على المسرح حتى يتحول إلى صرح ثقافي يضاف إلى المنارات الثقافية المصرية بما يليق بتاريخ مسرح السامر.
ووجهت وزيرة الثقافة بسرعة تذليل كل العقبات والانتهاء من عملية التطوير ورفع الكفاءة في أقرب وقت ممكن، حتى يعود المسرح ذو التاريخ الكبير إلى العمل مرة أخرى، ليكون منفذا جديدا يضاف إلى منافذ الإبداع على مستوى الجمهورية، مؤكدة أن رفع كفاءة المواقع الثقافية هو أحد محاور استراتيجية وزارة الثقافة تحقيقا للعدالة الثقافية، حيث سيكون مسرح السامر منصة لدعم واكتشاف المواهب من مختلف محافظات مصر، لتقديم عروض مسرحية واستعراضية تعكس التنوع الفني والثقافي والتراثي الفريد الذي تتميز به مصر من شمالها لجنوبها، مؤكدة أن المسرح سيكون مستعدا لاستقبال الجمهور خلال يناير المقبل 2023.
رئيس قصور الثقافة: استعدادت عروض الفرق المسرحية فى “السامر" بدأت
من جهته؛ أوضح رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة هشام عطوة، أن مسرح السامر كان بمثابة حلم وأصبح واقعا بعد أقل من عام من وضع حجر الأساس، مشيرًا إلى أن التصميم الجديد لمسرح السامر يراعي المواصفات الخاصة بالمنشآت الإبداعية ويقام على مساحة 1806 أمتار مربعة، ويتكون من دور أرضي يضم مسرح على مساحة 600 متر وخشبة مسرح على مسطح 200 متر، إلى جانب غرف الملابس وصالة المسرح التي تتسع لـ400 مشاهد، إضافة إلى غرفة المراقبة الأمنية، وتحتوي على وحدات الإنذار وكاميرات المراقبة وانظمة حماية متطورة، ويضم الدور الثاني علوي قاعة تدريب، إضافة للمكاتب الإدارية.
ولفت رئيس هيئة قصور الثقافة إلى أن الاستعدادات بدأت بالفعل للإعداد لعروض سيتم تقديمها تباعا سواء من الفرق المسرحية للأقاليم أو فرق السامر والثقافة الجماهيرية، وستشهد خشبة مسرح السامر عودة مهرجان الـ"100 ليلة مسرحية".