اعتزل الكتابة واعترض الفاتيكان لمنحه جائزة نوبل.. محطات في حياة جوزيه ساراماجو
كان أول كتاب يشتريه الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو في التاسعة عشرة من عمره، ووضع أولى كتاباته عندما تعدى الخامسة والعشرين، ليعتزل الكتابة بعدها لأنه كان مقتنعا بأنه لا يملك شيء ليقوله للقارئ.
بدأ ساراماجو الكتابة الأدبية في وقت متأخر من حياته، وكانت روايته "مانويل بالرسوم والكتابة" الصادرة عام 1973، بدايته الحقيقية وطريقه نحو الشهرة.
ثم جاءت روايته "ثورة الأرض" لعام 1979 لتكون أكثر أعماله الأدبية التزاما بالمجتمع، وهي تتناول حياة أسرة ريفية منذ بدايات القرن وحتى سنوات الستينات، لتأتي بعدها رواية "ذكريات الدير" عام 1982، وحققت نجاحا عالميا بترجمتها للعديد من اللغات.
لم يعد جوزيه ساراماجو للكتابة حتى وصل إلى سن الأربعين، لذلك كان يقوم أنه لو مات في الستين فمن المؤكد أنه ما كان سيترك شيئا ذا قيمة في الأدب البرتغالي، وما كان للتاريخ أن يذكره، وما كان له أن يتمتع بالحصول على جائزة نوبل والشهرة والثراء المادي.
ترك الكاتب البرتغالي وطنه عام 1993 ليقيم في جزيرة "لنثاروتي" إحدى جزر الكناري الإسبانية نتيجة غضبه من قرار وزارة الثقافة والتعليم بمنع روايته "الإنجيل طبقا لرؤية المسيح" من التداول في المدارس والجامعات البرتغالية.
كانت الرواية سببًا في انتقادات وجهت من الفاتيكان للجنة جائزة نوبل باعتبارها منحت الجائزة لكاتب تمرد على الكنيسة.
رد "ساراماجو" على انتقادات الفاتيكان بتهمة المعهود في أول لقاء صحفي مع وسائل الإعلام عقده في مقر دار نشر "الفاجوار" بمدريد، وقال: "لا أعرف معنى الكلمة التي وصمتني الفاتيكان بها ليعلن عن معارضته حصولي على جائزة نوبل لذلك أقول للفاتيكان أن يترفع لصلواته ويترك الآخرين في سلام".
كانت الكتابة عند ساراماجو تعتبر نوعا من تحقيق الذات والوجود وطريقة للحصول على حب الآخرين، ورآه النقاد بأنه كان كاتبا متشائما وقال بالفعل أنه متشاءم مما يراه حوله من أحداث مأساوية لكنه يحاول أن يؤكد للآخرين بأنه سعيد حتى لا يجد نفسه مطالبا بأن يتحدث عن أشياء أخرى تنقصه لتحقيق السعادة الكاملة، أو على الأقل السعادة بالمعنى الذي يفهمه هو شخصيا.