مع تسريح العمالة بـ«ميتا».. خبراء: التضخم وراء تفاقم أزمات الشركات التكنولوجية

وجه مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة Meta، رسالة لموظفي الشركة، قال فيها إنه سيقوم بأكبر عمليات تسريح للعمال في تاريخ الشركة، في محاولة لخفض التكاليف بعد تقرير الأرباح الربع سنوي المخيب للآمال في الشهر الماضي. 

وقال بنبرة حزينة في مقطع فيديو: "أعلم أنه يجب أن يكون هناك مجموعة من المشاعر المختلفة، أريد أن أقول مقدمًا أنني أتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا القرار، وكان كما تعلمون، أحد أصعب المكالمات التي اضطررت إلى إجرائها في ما يقرب من 10 سنوات من إدارة الشركة".

واضاف “زوكربيرج”، أن “ميتا” التي تدير مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك وإنستجرام وواتس آب”، ستخفض 13٪ من قوتها العاملة، أو 11 ألف وظيفة، لأنها تسعى إلى تقليص النفقات وتحويل أعمالها إلى سوق الإعلان الرقمي الأكثر تنافسية. 

وذكرت المجلة في تقرير لها، يوضح أزمات شركات التكنولوجيا العملاية وبداية أزمة اقتصادية عالمية تبدأ من خلال تسريح العمالة الأبرز، أنه حتى الآن، كان هناك المزيد من حالات تسريح العمالة التقنية أكثر من أي شهر آخر هذا العام، حيث فقد أكثر من 21000 موظف وظائفهم في 46 شركة تقنية مختلفة، وفقًا لما ذكره روجر لي، مؤسس موقع Layoffs.fyi ، وهو موقع إلكتروني يتتبع حالات تسريح العمالة التقنية.

أزمة اقتصادية عالمية 

وحذر الخبراء الاقتصاديون من أن مثل هذا الحجم الكبير من عمليات التسريح قد يكون خبرًا سيئاً للصناعات الأخرى، لأنه يشير إلى مدى نوبة التضخم الحالية وأسعار الفائدة المرتفعة التي تؤدي إلى خروج الشركات من السيولة النقدية، على الرغم من صورة التوظيف الحالية للصناعات الأخرى.

ونقلت المجلة الامريكية عن الخبراء: "شهدنا ارتفاعًا في عمليات تسريح العمال في الأسابيع الأخيرة لأنه أصبح من الواضح أن الاحتياطي الفيدرالي يحتاج إلى الاستمرار في زيادة أسعار الفائدة لفترة أطول مما كان متوقعًا في الأصل، وهذا يعني أنه لا توجد نهاية تلوح في الأفق للانكماش الحالي في الأسواق والاقتصاد، لذلك تقوم شركات التكنولوجيا بتعديل كوادرها وفقًا لذلك".

وأشاروا إلى أنه من سوء الحظ، لن ينتهي الألم حتى يتمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي من السيطرة على التضخم.

لماذا تقوم شركات التكنولوجيا بتسريح الموظفين؟ 

وأفاد التقرير أنه على الرغم من أن شركات التكنولوجيا شهدت أرباحًا عالية خلال الوباء، لم يتمكنوا من استعادة هذا النجاح في المناخ الاقتصادي الحالي. 

وقالت إميلي باورسوك هيل، الرئيس التنفيذي لشركة باورزوك كابيتال بارتنرز، إن كل هذه الشركات تعتمد إلى حد ما على عائدات الإعلانات، وأن هذه علامة حقيقية على ضعف الاقتصاد على أن هذه الإيرادات آخذة في الانخفاض".

في Meta ، حيث حدثت عمليات التسريح الأخيرة على نطاق واسع، واجهت الشركة منافسة متزايدة على الدولارات الإعلانية من بعض أكبر منافسيها مثل TikTok و Snapchat.

وكانت قد ذكرت Meta أن الإيرادات تراجعت في الربع الثالث، حيث فقد Facebook المستخدمين يوميًا لأول مرة في تاريخه البالغ 18 عامًا، وتخطط الشركة لخسارة المزيد من الأموال العام المقبل في دفعها metaverse.

كما قدرت Meta أنها ستخسر أيضًا 10 مليارات دولار هذا العام بعد أن فرضت Apple قيودًا على الخصوصية تجبر مطوري التطبيقات على مطالبة المستخدمين صراحة بالموافقة على جمع بياناتهم للحملات الإعلانية المستهدفة التي جعلت Meta أكثر جاذبية للمعلنين المحتملين عبر التاريخ.

خفض التكاليف 

ويقول جون أندرسون، العضو المنتدب لشركة البحث التنفيذي Allegis Partners، إن تسريح العمال عادةً ما يكون إحدى الخطوات الأولى التي تقوم بها الشركة عندما تحتاج إلى خفض التكاليف.

ويضيف: "تبحث شركات التكنولوجيا في مناخ الاقتصاد الكلي وما يحدث مع شركاتهم أو صناعتهم المعينة، مشيرا الى إننا بحاجة إلى إحكام الأحزمة وتقليل تكاليف التشغيل لدينا، وذلك بسبب العديد من العوامل الاخرى مثل مشكلات سلسلة التوريد العالقة والحرب في اوكرانيا وتعزيز الدولار الامريكي. 

ويقول واين تشانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Digits، وهي شركة ناشئة في برمجيات المحاسبة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وتبلغ قيمتها 565 مليون دولار، إن بعض التخفيضات في الوظائف من المحتمل أيضًا أن تكون نتيجة “زيادة التوظيف ومحاولة الشركات التكيف مع تقييماتها التي تصل إلى السوق”.