هل نقف مع مصر...؟!!
تعتبر جمهورية مصر العربية العمود الذي يرفع خيمة العرب وهي بكل تأكيد بلد الثقافة والعلم والفن والموسيقى، فهي بلد محمد متولي الشعراوي والغزالي وكثير من علماء الإسلام الذين أثروا الثقافة العربية الإسلامية بعلمهم وتفسيراتهم للقرآن الكريم أو الحديث الشريف فكانت منابر هؤلاء العلماء نورا تتحدى ظلمات وهي ذاتها المنابر التي جمعت أبناء الأمة العربية على كلمة الحق وأيقظت فيهم شعلة القومية العربية في زمن كانت الأمة تخضع لاستعمار غربي مقيت فكانوا المشعل الذي أنار افكارهم.
واستمروا علماء مصر منتشرين في أرض العروبة أينما احتاجت لهم تلك البلدان، ناهيك عن منابر العلم التي كانت مصر ترسل طلائعها لدول عربية لتعمر مدارسهم أو تنير جامعاتهم فتخرجت على أيدي هؤلاء الأفاضل دفعات ودفعات من أبناء العرب، وهي ذاتها مصر التي أوقدت داخل كل نفس عربية روح الاستغلال والقومية العربية من خلال دعم حركات التحرر في الوطن العربي فكان الزعيم عبد الناصر ولا زال رمزا للقومية العربية، ناهيك عن الفن والثقافة التي انبثقت من أرض الكنانة لتغطي الساحة العربية بأجمل ما كتب من الأدب أو ما تناثرت شذراته من الموسيقى والفن فمن منا لا يعرف العقاد والمازني وطه حسين ونجيب محفوظ وأحمد شوقي لقد كانت نتاجاتهم تدرس في كتبنا الدراسية ولا زالت.
ومن أجل العرب خاضت مصر ثلاث حروب جعلت من اقتصادها يترنح فكانت حرب ١٩٤٨ وحرب ١٩٦٧ وهي الاكثر فتكا بالاقتصاد المصري وبالعدة العسكرية ناهيك عن ما قدمته مصر من شهداء وأسرى، ولا نريد ان ن ُذكر بالصبر الذي أُجبر الشعب المصري على تجرع مره ابان تلك الفترة الصعبه من تاريخ الحبيه مصر ، حيث استمرت هذه الحرب ولم تتوقف فتحولت من حرب خسر فيها الجيش المصري أكبر نسبة من قوته إلى حرب استنزاف استمرت حتى حرب أكتوبر عام١٩٧٣، تحملت مصر كل هذا الضغط الاقتصادي والنفسي كونها الدولة التي أخذت على عاتقها تحرير فلسطين، نعم وقفت معها دول عربية ولكن لم تكن وقفتنا معها تمكنها من التقليل من الأزمات الاقتصادية التي سببتها تلك الحروب لمصر... وتعافت مصر وانتصرت في أكتوبر لكنها بقيت " تأن" اقتصاديا من جراء تلك الحروب فكثرت عليها الديون الخارجية الضرورية التي كانت مصر مجبره للاستقراض كونها لديها خطط اقتصادية وبنى تحتية كان حتما عليها إنجازها لكي تواكب التطورات الذي يتسارع بالتجديد في كل شيء في العالم، ومرة أخرى تقع مصر في انتكاسة اقتصادية من خلال ثورة ٢٠١١ وما صاحبته من عدم استقرار وتلكأ قطاع السياحة وقطاعات أخرى وعمت الفوضى خلال سنتين حتى ثورة يونيو ٢٠١٣.
استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال الإصلاحات الاقتصادية أن ينهض بمصر في مشاريع عملاقة كانت بمثابة المنقذ للبنى التحتية المصرية والبنى الاقتصادية أعطت ثمارها وستعطي في المستقبل القريب، إلا أن كل هذا يحتاج دعما عربيا ودعما شعبيا ودعما اقتصاديا لتنهض مصر بتلك المشاريع، ناهيك عما تعرض له العالم من جراء جائحة َ كرونا وأكيد أثر سلب على الاقتصاد المصري كما تأثر الاقتصاد العالمي برمته من جراء تلك الجائحة، اما حرب روسيا، اوكرانيا والتي لا زالت آثارها تعصف بالاقتصاد العالمي وتفتك بنظام الغذاء العالمي ناهيك عن تمكن روسيا من مسك عصا الطاقه لتجلد بها اعدائها في الغرب مع اقتراب الشتاء، واكيد فان مصر ستتاثر بهذه الظروف الاقتصادية التي القت ظلالها على العالم باسره.
كان الرئيس السيسي صريحا مع شعبه من خلال طرحه للحالة الاقتصادية لمصر في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في العاصمة الإدارية في ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٢ وما تلاه من أحاديث فكانت الشفافية عنوانا لتلك الحادثة.
نعم مصر تمر بأزمة اقتصادية خانقة... فهل نترك مصر لوحدها تواجه خطر انهيارها الاقتصادي أم أننا سنقف معها... إنها مصر العربية مصر التي كانت ولا زالت تفتح أبوابها للعرب مصر التي إذا ما احتجنا لها كانت السباقة في مد يدها مصر التي هي ذراع الأمة في القوة والأدب والفن.
إذا لا سامح الله تعثرت مصر فسوف لن تقوم للعرب قائمة وسوف نندم جميعنا على فرصة منحها لنا الرئيس السيسي بعد حديثه وتوضيحه لحالة مصر الاقتصادية، نعم هو ناشد شعب مصر ولكنه أيضا ناشد أمته العربية.
من هنا اناشد ابناء الامة العربية بالوقوف مع مصر لتاهيل اقتصادها وعدم منح المتربصين بها فرصة الانقضاض عليها وتهديم بنائها واستباحة امنها وانهيار كيانها لا سامح الله وعليه يجب لا نقف متفرجين او ان نتخذ الصمت عنوانا لمواجهة ازمة مصر فبعدها... لا سامح الله.
كنا ننتظر دعمها اقتصاديا من خلال القمة التي عقدت في الجزائر وتوجيه الانظار نحو اقتصادها وحث القادة العرب من خلال القمة لتوسعة الاستثمار فيها او منحنها الهبات التي تستطيع من خلالها تحاوز هذه المحنه ولكن كانت القمة مع الاسف مشروعا لبيان قوة الفقه والانشاء وتسطير الكلمات وتزينها دون ان تكون لتلك الكلمات الا صدأ نحويا تبارزت فيه الكلمات لتقتل الافعال...
مصر هي ما تبقى من البيت العربي الذي يحتمع به العرب بلا قيود ويستطيع العربي ان يعيش ويعمل بلا كفيل او عبودية الكفيل، مصر هي من احتضنت الفلسطينيين ولا زالت هي البلد الثاني لهم،،، ومصر هي البلد الثاني لكل عربي مطارد من بلده بسبب فكره او قساوة اهله عليه من تمييز او طائفية... انها مصر التي كانت تكسو الكعبه وهي مصر التي لازالت بابا لمنع الصهاينة من قتل الامة واستباحتها.
عيب علينا اذا تركناها تموج في ألمها دون ان نكون لها البلسم الذي يداوي جراحَها.
انه الدين الذي على العرب الذي يجب نرجعه لمصر.
الله المستعان.