كانت ملتقًا للعائلة.. حكاية جمال الغيطاني مع المقهى والشيشة
حكى جمال الغيطاني قصته مع مقهى الفيشاوي وارتياده لأكبر المقاهي مع نجيب محفوظ ومحمد عودة، إضافة إلى حكايته مع تدخين الشيشة وإقلاعه عنها.
لفت الغيطاني إلى أنه عرف مقهى الفيشاوي منذ صغره، حيث كان والده حريصًا على احتساء الشاي عقب صلاة كل جمعة بهذا المقهى وكان يجتمع فيه أصدقائه وأهل بلدته الذين جاءوا من مركز "جهينة".
حكاية جمال الغيطاني مع المقهى والشيشة
وكانت ذروة علاقته بالمقهى في فترة الستينات، حيث كان يلتقي مساء كل يوم بالعديد من الأدباء، وكان أكثرهم ترددا عليها، أمل دنقل وعبد الوهاب مطاوع وعبد الفتاح البارودي.
كان مقهى الفيشاوي يتكون من واجهة أنيقة ودهليز طويل يتلف حوله مقصروات صغيرات، صفت فيها موائد رخامية ودكك خشبية. وصدر قرار بهدم المقهى عام 1967، لم يستطع الحاج فهمي أن يواصل الحياة، حتى يرى نهاية مقهاه فمات قبل أن يرتفع أول معول للهدم ولحقه على الفور الحمام الذي كان يربيه ثم لحقه حصانه.
وحكى "الغيطاني" عن أحد الشخصيات التي ارتبطت بالمقهى وهو "عم إبراهيم"، الذي كان ضريرا يتاجر في الكتب، سريع النكتة، وفي ليالي الثلاثينات كان يجلس إليه عدد من الرواد ليتبادلوا هذا الشكل الفكاهي من الحوار المعروف باسم "القافية" وكان يرد عليهم جميعا ويهزمهم.
حكاية جمال الغيطاني مع المقهى والشيشة
وصف "الغيطاني" في حواره لـ "الأهالي" نوفمبر 2001، قرار هدم مقهى الفيشاوي بأنه من أغبى القرارات الإدارية في تاريخ القاهرة، لدرجة أن أحمد بهجت قد كتب رثاء للمقهى في صفحة كاملة بجريدة "الأهرام".
وأشار إلى نجيب محفوظ ومحمد عودة كانا سببا في ارتباطه بالمقهى، حيث كانت الجلسات أحيانا تشمل أكثر من 40 كاتبا وصحفيا وفنانا.
توقف جمال الغيطاني عن تدخين الشيشة عام 1996، كما توقف عن ذهابه إلى المقهى إلا وقت تمشيته الأسبوعية التي يقوم بها في ربوع القاهرة القديمة، حيث كان يجلس فقط لالتقاط أنفاسه خلال جولته من القلعة لميدان الجيش.