دعاه عرفات لـ«الجمعة اليتيمة» بالأقصى.. من هو قارئ العبور الشيخ محمد شبيب؟
بآيات من سورة آل عمران أبكى الشيخ محمد أحمد شبيب، مستمعي إذاعة القرآن الكريم فجر يوم 6 أكتوبر 1973، بتلاوته المباركة من سورة «آل اعمران»، حيث كانت التلاوة بمثابة نبوءة بالنصر والعبور العظيم.
وفي ليلة العبور العاشر من رمضان سنة 1935 الموافق السادس من أكتوبر سنة 1975، انطلق صوت شبيب يشق الظلام من خلال الميكروفونات فى سرادق قصر عابدين، وبحسب حديث صحفي له قال إنه كان يشعر أن حدثًا عظيمًا تهتز له الدنيا سوف يقع، بين وقت وآخر، وبالفعل حدث العبور العظيم.
وولد الشيخ محمد أحمد شبيب في 25 أغسطس 1934 وتوفي في 3 أبريل 2012، في قرية دنديط، مركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، وكان واحدا من أعلام قراء القرآن الكريم، الذين أخرجتهم نفس القرية "دنديط" مثل الشيخ البهتيمي، وعبدالفتاح الشعشاعي، والشيخ عبدالعظيم زاهر.
أصيب الشيخ شبيب بالتهاب الحنجرة عام 1961، وكاد أن يُحرم بسبب مرضه من قراءة القرآن في المساجد، فأجرى له الدكتور علي المفتي جراحة عاجلة في حنجرته، أزال منها حبة كانت هي السبب في تلك الالتهابات، وقال الشيخ بعد العملية الجراحية: "عدت بحمد الله بعد أن من الله على بالشفاء لكي أتلو القرآن بنفس الدرجة والكفاءة، التي كنت أتقنها قبل العملية الجراحية، مما جعلني أشعر بأن الله أراد بي الخير وانهالت علي الدعوات من كل صوب وحدب من شتى أماكن محافظات الجمهورية، وأصبحت لدى القدرة على التلوين النغمي وليد اللحظة، فسعد الناس بذلك الآداء، مما شجعنى كثيراً على الإبداع فى هذا اللون النغمي".
بالإذاعة منتصف الستينيات وتحديدًا عام 1964، وقد أصبح قارئاً معتمداً ليقرأ القرآن عبر أثير الإذاعة المصرية وسط كوكبة من القراء، وتردد اسمه على المستمعين، وقال عن قصة التحاقه بالإذاعة: "جاءتني دعوى من عائلة حمودة بالشرقية لإحياء مأتم كبير العائلة، وحضر العزاء حفيد المتوفى علي حمودة وكان يعمل وقتها بالإذاعة، واستحسن أدائي وطريقة تلاوتي وامتدح طريقة قراءتي، التي كنت أقرأ بها".
دعاه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لإحياء ليالي شهر رمضان في المسجد الأقصى، وكان يشعر بالسعادة عندما تلا قرآن الجمعة اليتيمة بالمسجد الأقصى أمام أكثر من نصف مليون فلسطيني، في مقدمتهم الرئيس عرفات.