سمير الفيل: الكتابة عن انتصارات حرب أكتوبر انحياز للإنسان المصرى البسيط
حول ذكرياته في حرب أكتوبر 1973، قال القاص الكاتب سمير الفيل: «بسبب كوني مدرسًا فقد تم تأجيل التحاقي بالجيش ثلاث سنوات، وبالتالي لم أشارك في العمليات الحربية في أكتوبر 1973، وإن كنت قد التحقت بعدها بعام واحد بالجيش، الكتيبة 16 مشاة، وهي من الكتائب المحاربة، وبعدها انتقلت إلى الكتيبة 18 مشاة، بالتحديد سرية الهاون 82 مم، هناك قابلت من دخل الحرب، وأبلى بلاء حسنًا في العمليات بمنطقة سرابيوم والدفرسوار».
وحول الأدب وكيف تعاطي مع حرب أكتوبر، أضاف «الفيل» في تصريحات خاصة لــ «الدستور»: «لقد سجلت كل ما جرى عبر لقاءات كنت أجريها مع رفاق السلاح وبعضهم كان ينتظر إجراءات الرفت بعد إصابته، وحكى أغلب المقاتلين عن تجاربهم الشخصية، وهو ما سجلته في رواية مبكرة جدًا، هي "رجال وشظايا" التي انتهيت منها 1976، وفازت بالجائزة الثانية لمسابقة الجيش وعندي شهادة موقعة من اللواء أركان حرب محمد جمال الدين شرف».
وتابع «الفيل»: «وفي 8 أكتوبر 1979 قدم لي الرئيس محمد أنور السادات شهادة تقدير في العيد الأول للثقافة والفن والعلم، بعدها بعام اغتيل في حادث المنصة، كنت مهتمًا بتتبع أداء العساكر المصريين في الحرب من الجنود العادة الذين بذلوا كل ما لديهم من جهد وطاقة لتحرير الأرض، اهتممت بالمحارب لا بضجيج الأسلحة وارتطامات القنابل في المواقع والتباب الحاكمة».
بطولات أكتوبر في قصص سمير الفيل
وأوضح الكاتب سمير الفيل: «هذا ما سجلته في أكثر من مجموعة قصصية، وهي على التوالي: "خوذة ونورس وحيد" 2001، كيف يحارب الجندي بلا خوذة؟ "2001، شمال .. يمين" 2007، ثم عدت للرواية ثانية فأصدرت "وميض تلك الجبهة" 2008».
وقال سمير الفيل: «اهتممت في كتاباتي بالأحداث الفرعية التي قد لا ينتبه إليها المؤرخ، وطرحت سؤالًا عن المستفيد من الحرب الدامية، وهو ما انعكس جليًا في نصوص منها "النحيب"، "الخوذة والعصا"، "أحزان الواد شندي"».
وأضاف: «بعد مرور تلك السنوات أسأل نفسي، وأنا القادم من مدارات الشعر، حيث الخيال والأفق المفتوح على احتمالات مختلفة للوقائع ومساراتها: ما سر الشجاعة التي ظهرت في الحرب وجعلت ريفيًا بسيطًا مثل محمد عبد العاطي يثمن من اصطياد أكثر من 23 دبابة ومدرعة؟ إضافة إلى ذلك كنت أحاول أن اتقصى الوقائع وأسرارها من أفواه المحاربين أنفسهم».
وحول الأدب وبطولات أكتوبر شدد «الفيل» على: «لقد عبر الأدب بشكل ما عن فكرة الحرب كما ظهر ذلك في كاتبات محمود الورداني، وجمال الغيطاني، ومجيد طوبيا، وفتحي إمبابي، ومن جيلي كتب سمير عبد الفتاح، وسيد نجم، ومعصوم مرزوق، وأحمد ماضي، ومحمد عبد الله الهادي، وقبلنا بجيل كامل كتب قاسم مسعد عليوة، ومحمد الراوي، بل كتبت المرأة أيضًا مثلما وجدنا في كتابات ابتهال سالم».
واختتم سمير الفيل: «كان لشعر المعركة حضور مثلما وجدنا في كتابات درويش الأسيوطي وعصام الغازي والدكتور نصار عبد الله، كما كتب بإجادة السيد الخميسي، ومصطفى العايدي، ومفرح كريم؛ لأن الكتابة في هذا الظرف التاريخي هو انتصار للوطن، وانحياز للإنسان المصري البسيط».