كارثة غير مسبوقة.. القصة الكاملة لانتشار إنفلونزا الطيور في أوروبا
عاد انتشار إنفلونزا الطيور في أوروبا من جديد، فقد بدأ الفيروس في التوغل داخل البلدان مجددًا، في وقت لم تنته فيه دول العالم من أزمة فيروس كورونا ومتحوراته الداخلية منذ عامين وحتى الآن رغم اللقاحات.
وبدأت أوروبا وكأنها قادمة على أزمة انتشار شديدة تجاه فيروس إنفلونزا الطيور، في وقت تعاني فيه القارة العجوز من انتشار فيروس كورونا، إلى جانب عدد من المتحورات الأخرى التي تعصف بها.
إعدام 50 دجاجة
واتساقًا مع ذلك، قالت وكالة سلامة الغذاء التابعة للاتحاد الأوروبي إن أوروبا شهدت أسوأ أزمة لأنفلونزا الطيور هذا العام مع إعدام نحو 50 مليونً دجاجة، مضيفة أن استمرار الفيروس خلال الصيف يعزز احتمال انتشار العدوى الموسم المقبل.
ويثير انتشار إنفلونزا الطيور قلق الحكومات وقطاع صناعة الدواجن بسبب الدمار الذي قد يلحقه لقطعان الدواجن واحتمال فرض قيود على التجارة وخطر انتقال العدوى إلى البشر.
وجاء في تقرير مشترك لوكالة سلامة الغذاء الأوروبية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها والمختبر المرجعي للاتحاد الأوروبي أن تقارير رصدت تفشيًا، غير مسبوق في الطيور البرية والداجنة هذا الصيف وهذا تسبب في نفوق هائل في مستعمرات تكاثر الطيور البحرية في سواحل شمال الأطلسي.
فما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك الانتشار المفاجئ لانتشار إنفلونزا الطيور؟، وهل حدث ذلك نتيجة أزمة الأعلاف التي تعاني منها نتيجة أزمات النفط المتكررة خلال الفترة الأخيرة؟ "الدستور" أجابت على ذلك التساؤل في التقرير التالي.
دول أوروبية ترصد تفشيا للفيروس
بداية فإن أوروبا تشهد انتشار إنفلونزا الطيور كل سنة في فصول الخريف والشتاء، ويصيب الفيروس الطيور البرية المهاجرة وتنتقل من الطيور إلى البشر من خلال لمس الأعلاف والملابس والمعدات الملوثة بهذا الفيروس.
وإلى الآن أبلغت 37 دولة أوروبية أنها لديها انتشار في إنفلونزا الطيور، ويعتبر ذلك الانتشار الأكبر والأسوأ في تاريخ أوروبا، وجاء من المحيط الأطلسي وانتشر في عدة مقاطعات داخل كندا وولايات أمريكية.
واعتبرت أوروبا أنها أن موجة انتشار إنفلونزا الطيور هي الأسوأ في تاريخها بسبب رصد 2467 حالة تفشي في الدواجن وإعدام 47.7 مليون طائر، كما تم رصد 187 إصابة في الطيور الحبيسة داخل أقفاص و3573 إصابة في الطيور البرية.
وتدل الأرقام المعلنة عن مدى التفشي الذي تعاني منه أوروبا، كان من بينها بريطانيا التي اكتشفت 161 حالة من الإصابات شديدة العدوى بإنفلونزا الطيور وأعدمت 3.2 مليون طائر، مقارنة بـ26 حالة سجلتهم المملكة فقط خلال العام الماضي ما يدل على عمق الأزمة وانتشارها.
وتنتج بريطانيا 20 مليون طائر في الأسبوع، ولذلك اعتبرت أن النسبة صغيرة نوعًا ما، مؤكدة أن هناك أيضا 1727 حالة إصابة بإنفلونزا الطيور في مجموعات الطيور البرية في بريطانيا، سُجلت في 406 موقعًا وشكلت 59 نوعًا من الطيور.
وتضررت مناطق مثل نورفولك وسفولك وإسيكس، وصنفت تلك المناطق كمناطق وقاية من تفشي الفيروس، وتعتبر بريطانيا أحد الدول الأوروبية التي يتفشى بها حيث ينتشر بسهولة أكبر بين مجموعات الطيور.
وتعاني أوروبا من أزمة في الأعلاف منذ الحرب الروسية الأوكرانية والتأثرات التي حدثت لأسعار النفط في الوقت الحالي، وسبق وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، من استمرار الارتفاع غير المسبوق لأسعار السلع والمواد الغذائية في العالم.
وقال تقرير حديث للمنظمة، إن مؤشر أسعار الغذاء العالمي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في مارس من العام الجاري، وهو الأعلى أيضا منذ إنشاء "الفاو" في الأربعينيات من القرن الماضي.
وليست بريطانيا فقط ولكن فرنسا أيضًا، إذ أعدمت في وقت سابق 650 ألف دجاجة بسبب إصابتها بالفيروس، والذي يعد رابع تفش كبير فى البلاد منذ عام 2015، وهو ما دفع فرنسا إلى البحث في الوقت الحالي عن تطعيم للحيوانات يقيها مما يحدث.
أما إسبانيا تعاني المقاطعات بها من انتشار انفلونزا الطيور واكتشاف 62 تفشيًا فى المزارع، واعتبرتها الموجة الرابعة التي تصيب البلاد منذ العام 2015، وكان هناك 492 تفشيًا فى المزارع.
واعتبر في وقت سابق المعهد الاتحادي الألماني لأبحاث صحة الحيوان أن أوروبا تشهد حاليا أسوأ تفشٍ لأنفلونزا الطيور على الإطلاق، ويؤكد ذلك حديث باحثين في المعهد لصحف أوروبية بأن: "لا تلوح نهاية في الأفق لأن الدول التي تواجه تفشياً لانفلونزا الطيور تتزايد ما بين فنلندا وجزر فارو وأيرلندا، وما بين روسيا والبرتغال، كما تم رصد حالات في كندا والهند، وشرق آسيا".