«حلم جيهان».. شهود يروون اللحظات الأخيرة في حياة «عبد الناصر»
روى الدكتور عبد الوهاب البرلسي ملابسات اللقاء الأخير مع الرئيس جمال عبد الناصر يوم الخميس في أول شهر سبتمبر 1970.
كان اللقاء بغرض عرض بعض الأمور العاجلة على الرئيس جمال عبد الناصر، وتستوجب موافقته بوصفه رئيسا للجمهورية، وقبل اللقاء وصلته مكالمة من السيد محمد أحمد لتأجيل الموعد إلى الخميس بدلا من الأربعاء.
الساعات الأخيرة في حياة جمال عبد الناصر قبل وفاته
توجه «البرلسي» إلى منزل الرئيس جمال عبد الناصر بمنشية البكري حيث اعتاد مقابلته، وكان اليوم شديد الحرارة فسأل الرئيس بأن يستعين بأجهزة التكييف عوضا عن النوافذ التي كانت مفتوحة، فرد، بأنه أوقف التكييف نظرا لإصابته باحتقان في الحلق.
سأل «البرلسي» الرئيس جمال عبد الناصر عما إذا ما كان قد استشار الدكتور علي المفتي، طبيبه الخاص للأنف والأذن والحنجرة، فرد: «لا، دي مسألة بسيطة، أنا أخدت حقنة رفرين، وإن شاء الله أبقى كويس، وأنا لسه ما أخذتش الإجازة السنة دي أبدا، وأنا هنا في البيت لوحدي، الأولاد في الإسكندرية وإن شاء الله أسافر بعد يومين أقضي الإجازة، حتى عبد الحميد تخرج في الكلية البحرية ومقدرتش أروح أشوفه».
وكشف «البرلسي» حسب مجلة «صباح الخير» 1997، أنه كان سيعرض بعض الموضوعات الهامة للعرض على الرئيس جمال عبد الناصر، وفي مقدمتها إنشاء صندوق بكل جامعة تكون حصيلته من ريع بيع أنقاض مبانيها الآيلة للسقوط، وينفق منه على المنشآت الجامعية الجديدة تخفيفا عن الموازنة العامة، ووافق «عبد الناصر» على المشروع مبدئيا.
الساعات الأخيرة في حياة جمال عبد الناصر قبل وفاته
أما جيهان السادات، فقد روت أنها استيقظت على حلم مزعج، وأسرعت تجاه «السادات» تخبره، أنها رأت أن الرئيس عبد الناصر قد أصابه شيئا، فطمأنها: «أهو أحسن، وسيرحل الضيوف، وبعد ذلك ستكون عنده فرصة للراحة».
بعدها اتصل «عبد الناصر» بالسادات، يخبره بأنه سيتناول العشاء معه، فجهزت «جيهان» طعاما بسيطا، وفي السادسة وصلتهم مكالمة هاتفية، تطلب من السادات أن يتوجه إلى الرئيس، بعدها طلب «السادات» من زوجته أن تتجه إلى بيت «عبد الناصر»، فقالت: «كانت نظرة السائق إلى في مرآة السيارة هي التي جاءت بأول ارتعاشة في جسدي، لم يكون هو سائق السيارة العادي، ولكنه كان نفس السائق الذي قاد السيارة منذ 3 سنوات، ليوصلني لكي ألقى نظرة على جثمان أبي قبل أن يتم دفنه، وفي هذه اللحظة أيقنت أن أحدا توفي في منزل عبد الناصر».