قليل البخت
يوم 5 نوفمبر 1961، اتلعب ماتشات في الدوري المصري لـ كرة القدم، كنا في الجولة الخامسة موسم 1961-1962، وكان من الماتشات دي الترسانة واتحاد السويس، وزي ما إحنا عارفين الترسانة وقتها كانت من الأندية اللي بـ تنافس على لقب الدوري، ثم إنها كسبته في الموسم التالي، بل إنه جه وقت كان بـ يتقال الأهلي والترسانة زي ما بـ يتقال الأهلي والزمالك دلوقتي، ما علينا!
الترسانة بـ الشاذلي ومصطفى رياض وبدوي عبد الفتاح وزعتر وهلم، واتحاد السويس بـ الإسناوي وفؤاد شعبان وأحمد هلال وعبده سليم، والحكم كان مصطفى كامل منصورحارس مرمى منتخب مصر في كاس العالم 1934، والمتوقع ماتش مثير، لكنه طلع أقل من المتوقع، مفيهوش حاجة تقريبا.
والترسانة كسبت 2/1، اتقدموا بـ هدف بدوي عبد الفتاح، السويس اتعادل لـ فوزي السيد، ثم في الدقيقة 86 يسجل الترسانة هدف الفوز، جه إزاي الهدف؟
خيري لاعب الترسانة لعب كورة من نص الملعب لـ بدوي عبد الفتاح جوه منطقة الجزاء، فـ فيه تلات حاجات حصلوا:
1. مدافع السويس "أبو غبان" (اسمه كدا) شنكل بدوي مهاجم الترسانة.
2. الكورة نفسها مالهاش دعوة بـ العرقلة دي، دخلت المرمى مباشرة.
3. الحكم مصطفى كامل صفّر.
حيلو! الحكم صفر إيه بقى؟ لاعبي اتحاد السويس قالوا إنه كدا الحكم مصفر بنالتي، فـ يشوطوا البنالتي. الحكم قال إنه صفر هدف، فـ خلاص جون. السوايسة هاجوا وماجوا واعترضوا، وقالوا إنهم مش هـ يكملوا الماتش.
بـ العافية، الحكم أقنعهم يسنتروا بعد ما سنتروا، خلاص اللعب بقى شرعي، بس هم ما استمروش في اللعب، وفضلوا مزمزقين.
لاعيبة الترسانة بـ ما إنهم كسبانين فضلوا يباصوا لـ بعض أي حاجة، لـ حد ما وقت المباراة انتهى، وتووووت، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجرايد تاني يوم غطت الماتش عادي، التعليق بس على الأداء السيئ. إنما ما نعرفش اللي حصل في غرفة خلع الملابس:
مصطفى كامل منصور، الحكم، كان معاه بعض الناس في أوضة اللبس، فـ سألهم: هم السوايسة معترضين على إيه؟ كورة ممكن تبقى بنالتي، وممكن تبقى هدف، والهدف أولى. فين المشكلة؟
قالوا له: ما إنت يا ريس صفرت، قبل الكورة ما تدخل المرمى، فـ كدا اللعب المفروض وقف.
قال لهم: لأ، أنا صفرت بعد الكورة ما دخلت جون.
لا، قبل
لا، بعد
هو أنا مش عارف صفرت قبل ولا بعد؟
العفو، بس إنت صفرت قبل، وكلنا سمعنا.
فـ هو، كـ رجل حقاني، حس بـ وخزة ضميروصحوة من بتاعة مسلسلات سبعة وربع زمان، فـ راح لـ مسئولي السويس، قالوا له: حصل خير. قال لهم: ما حصلش خير ولا حاجة، إنتو تقدموا فيّ احتجاج لـ اتحاد الكورة، ومالكمش دعوة.
وفعلا قدموا احتجاج، قام هو كاتب في تقريره لـ الماتش، إنه عندهم حق وهو غلط في احتساب الكورة هدف، فـ الترسانة قالت لك: وأنا ذنبي إيه يا لمبي! لكن اتحاد الكورة مع تقرير الحكم ما كانش قصاده غير يعيد الماتش.
فعلا اتعاد 8 ديسمبر، وطبعا حضرتك أكيد مستنتج إنه الترسانة خسرت الماتش المتعاد، واتحاد السويس خدت البنطين، وأكتر واحد خسر في الليلة دي خيري لاعب الترسانة، اللي سجل الهدف اللي عليه المشكلة.
تخيل حضرتك، دا الهدف الوحيد اللي سجله طول مشواره في الدوري العام!
وأهو اتلغى!