دراسة: الأقباط حافظوا على الاحتفال بعيد النيروز من القدم
تستكمل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفالاتها بعيد رأس السنة القبطية، والمعروف باسم النيروز.
وطرحت كنيسة القديس تكلا هيمانوت الحبشي للاقباط الارثوذكس، بحي الإبراهيمية، بالإسكندرية، عبر موقعها دراسة للباحث الدكتور اسحق إبراهيم، عن عيد النيروز، قالت: « يحظَى النيروز باهتمام شديد باعتباره عيد مصري قديم يوافق اليوم الأول في السنة الزراعية الجديدة، حيث نظمت بعض الجمعيات الأهلية عدة فاعليات للاحتفال بالنيروز كتراث ثقافي مصري كاد أن يندثر، وباعتبار أن السنة المصرية التي تبد بشهر توت هي الأساس الذي تقوم عليه الزراعة المصرية إلي الآن».
وأضافت: «نظمت جمعية التنوير سابقًا ندوة بعنوان: النيروز عيد قومي لكل المصريين، وشرح بيومي قنديل معنى كلمة نيروز قائلًا: إنه في الأصل مشتقة من الكلمة القبطية ني يارؤو أي الأنهار لأن ذلك الوقت من العام كان ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر ثم حرفت الكلمة إلي النيروز. وأضاف أن شهور السنة القبطية: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبا، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى، نسئ وهي مازالت مستخدمة في مصر ليس فقط على المستوى الكنسي بل على المستوى الشعبي أيضًا خاصة في الزراعة وأوضح دليل أن الأميين لديهم وعي أكبر من المتعلمين في هذا الشأن لأنهم ما زالوا يحافظون علي بعض الكلمات القبطية والمصرية القديمة يستخدمونه في حياتهم اليومية».
وتابعت: «التوقيت المصري استمر على لسان الفلاحين الذين يستخدمون الشهور القبطية في الزراعة، ويردد الفلاحون الأمثال الشعبية المرتبطة بهذه الشهور وما يميزه ومنه علي سبيل المثال: توت ي تروي ي تفوت، بابه يغلب النهابة ، هاتور أبو الدهب المنظور، كيهك صباحك مساك تقوم من النوم تحضر فتورك عشاءك، وأمشير أبو الزعابير، وبشنس يكنس الغيط كنس، كم ارتبطت بعض الأطعمة بهذه الشهور مثل موز هاتور، عسل بؤونة، وزبيب مسري، وماية طوبة وسمك كيهك. وأكد قنديل أن التراث القبطي يعد تراث مصري يجب الدفاع عنه لأنه يحمي الخصوصية المصرية في مواجهة الثقافة العربية المسيطرة علي مؤسسات الثقافة والتعليم والإعلام.
الدراسة أردفت: «وفي نفس السياق نظم الصالون المصري بيت المواطنة المصرية جمعية أهلية تحت التأسيس احتفال بحفل رأس السنة المصرية الجديدة عيد كل المصريين بالقرية الفرعونية، حيث نظم بعض المثقفين هذه الاحتفالية لخلق أرضية مشتركة بين المسيحيين والمسلمين. وتبدأ هذه السنة من بداية استخدام الشهور القبطية في مصر الفرعونية قبل الحقبة القبطية. وقد طالب الدكتور عماد أبو غازي الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة والمشرف علي اللجان الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة في كلمة بعنوان عيد المواطنة المصرية، طالب بإحياء الاحتفال بالنيروز كعيد وطني مصري قديم. وأضاف أن المقابر المصرية القديمة سجلت مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية حيث كان الناس يتبادلون الهدايا، ويتجمع الرجال والنساء في جماعات كبيرة ويركبون السفن والقوارب التي تتجول بهم في نهر النيل وهم يغنون ويعزفون الموسيقى ويرقصون في احتفال من أكثر الاحتفالات المصرية بهجة، وفي الاحتفال تدق بعض النساء الطبول، ويعزف بعض الرجال بالمزامير، ويقوم البعض بالتصفيق بالأيدي.
واختتمت: «ورغم توالي عهود الاحتلال الأجنبي على مصر فقد حافظ المصريون علي الاحتفال بهذه المناسبة عبر العصور، ويذكر المقريزي الذي عاش في عصر المماليك مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية في العصور الوسطى، والذي كان واحد من الاحتفالات الكبرى التي يحتفل به المصريون جميع مسلمون ومسيحيون، كم كانت الدولة منذ العصر الفاطمي تحتفل على المستوى الرسمي بهذه المناسبة بتوزيع العطايا والخلع إلي جانب الاحتفالات الشعبية، والتي كانت تأخذ شكل كرنفال شعبي رائع يخرج فيه الناس إلي المتنزهات العامة ويرشون بعضهم بالماء، ويختارون من بينهم شخص ينصبونه أمير للنيروز يسير بموكبه في الشوارع والحارات ويفرض على الناس الرسوم ويحصله منهم ومن يرفض يرش بالماء، وكل هذا طبع من باب الدعابة واللهو.