قديسون «نادرو المعرفة» في دراسة كنسية بمناسبة احتفالات النيروز
تستكمل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، احتفالاتها بعيد النيروز وراس السنة القبطية، وعلى خلفية الاحتفالات اصدر الباحث ماجد كامل، عضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي، دراسة حول شهداء مجهولون في تاريخ الاستشهاد في الكنيسة القبطية.
وقال تميزت الكنيسة القبطية بكثرة عدد الشهداء الذين قدمتهم للكنيسة الي الحد الذي دفع أحد المؤرخين العظام لتاريخ الاستشهاد في المسيحية ويدعى "فيليب شاف" إلى القول إنه “لو أحصى عدد شهداء العالم في كفة وشهداء الكنيسة القبطية في الكفة الأخرى لرجحت كفة الكنيسة القبطية”، ومن هنا لقبت الكنيسة القبطية وبحق بـ"أم الشهداء".
ولم يقتصر الاستشهاد على أفراد بل امتد الأمر الي مذابح جماعية شملت المدينة بأكملها مثل "شهداء الكتيبة الطيبية -مذبحة إسنا – مذبحة أخميم .. الخ"، ولقد حظي معظم الشهداء بشهرة عالمية واسعة مثل "الشهيد العظيم مارجرجس الملقب بأمير الشهداء – الشهيد العظيم مارمينا – الشهيد العظيم الأمير تادرس المشرقي – الشهيدة العفيفة القديسة دميانة – الشهيدة العفيفة القديسة بربارة – الشهيدة كاترين.. الخ".
غير أن هناك شهداء آخرين لم ينالوا نفس الشهرة التي نالتها تلك الكوكبة الجبارة من اسماء الشهداء والشهيدات غير أنهم يعلمون تمام العلم عند الرب الإله الذي وعد أن يمسح كل دمعة من عيونهم وأن يكافئهم بالأجر السمائي ثلاثين وستين ومائة وهو الذي وعد ووعده صادق وأمين أن كل من سقي كأس ماء بارد لأحد هؤلاء الأصاغر لن يضيع أجره؛ فكم وكم وكم هؤلاء الذين سفكوا دمائهم على اسم السيد المسيح هل يعقل أن ينسى الرب جهادهم وتعبهم واحتمالهم الالامات والعذابات علي اسم السيد المسيح ؟! بالطبع مستحيل.
ونرصد في المقال التالي التعريف ببعض الشهداء المجهولون الذين لم يكتب لهم الشهرة، ونبدأ بشهيدة صغيرة تدعي كورونا بلغت من العمر ستة عشر عاما، وكانت تراقب استشهاد الشهيد العظيم ماربقطر، فشاهدت منظرًا رائعا يتمثل في ملاكين يحمل كل منهما اكليلا واحد للشهيد العظيم ماربقطر والآخر لتلك الشابة الصغيرة؛ فصاحت بصوت عظيم تحيي كفاح ماربقطر وتتعهد بمواصلة باحتمال كل أنواع العذابات على اسم السيد المسيح، حتى تنال ذلك الاكليل فاستدعاها الوالي إليه ودارت بينهما هذه المحاكمة:
الوالي:- ما اسمك أيتها الشابة ؟
الشهيدة:- كورونا Corona
الوالي :- كم عمرك؟
الشهيدة:- ستة عشر عاما
الوالي :- متى تزوجت؟
الشهيدة:- منذ أربعة عشر شهرا
الوالي :-تقدمي وضحي لآلهتنا الخالدة
الشهيدة - أتظن أيها الوالي العظيم اني افقد هذا الإكليل الأبدي؟
الوالي - أيتها الصغيرة المسكينة.. جنونك هذا سيؤدي إلى فقد مجوهراتك الثمينة وملابسك الفاخرة.
الشهيدة:- إني مستعدة أن أفقد هذه الأشياء الفانية؛ وأسير بدونها أمام المسيح عريسي. إنه سيفيض عليّ بغني لا يحد.
الوالي:- للمرة الثانية أقول لك قومي يا امرأة؛ وضحي للآلهة الخالدة.
الشهيدة:- لن افقد الاكليل السماوي من أجل إطاعة أوامرك.
فاغتاظ الوالي جدا.. وأمر بتقريب شحرتين كانت قريبتين من المحكمة، ثم قام الجلادون بربط أعضاء المرأة في كل من الشجرتين، وعند إعطاء الإشارة تركت الشجرتان لتأخذا وضعهما الطبيعي، واحتفظت كل منهما بنصف الشهيدة.
كما يذكر التاريخ الشهيد "ابيماخوس البلوزي" الذي استشهد في عصر الامبراطور دايسيوس "الحلقة السابعة من حلقات الاضطهاد العشرة" وهو من بلدة الفرما "ومكانها الآن أحد مدن بورسعيد"؛ وكان يعمل في صناعة النسيج، وعندما سمع بالأهوال التي يعانيها المسيحيون في الاسكندرية استقل سفينة وذهب على الفور إلى هناك.
وتقدم نحو البخور الذي للأوثان وبضربة واحدة ألقي به على الأرض وأخذ يوبخ القاضي على وحشيته، فانقض عليه الجند وانهالوا عليه ضربا، ثم كبلوه بالقيود الحديدية وألقوه في السجن فكان يشجع المؤمنين ويثبتهم، مما أثار عليه غضب الوالي أكثر وأكثر فقام بتعذيبه وتمزيق عضلات جسمه بالموس.
ويذكر السنكسار القبطي تحت يوم 14 بشنس انه كانت تجلس في مقدمة الصفوف فتاة صغيرة عمياء أحست بقلبها بشدة عذابات الشهيد فبكت تأثرا؛ فانتثر دم الشهيد ووقعت نقطة منه علي عين الفتاة فأبصرت في الحال؛ فصاحت وأحدثت ضجة في المحكمة مما كانت سببا في إيمان الكثيرين؛ فأمر الوالي بقطع رأس الشهيد فأمتثل السياف للأمر، ولكن قوته خارت فلم يقدر على رفع سيفه فجاء آخر فحدث له نفس الأمر وهكذا الي أربعة عشر سيافا، ولما لم يفلحوا في قطع رأسه طوقوا رقبته بحبل وسحبوه في الشوارع حتى اسلم الروح ونال إكليل الشهادة.
ونذكر اخيرا الطفل الشهيد شورة الصبي وكان من احدي مدن اخميم ؛ وفي عصر الوالي اريانوس احضره الجنود الي الوالي فسأله مااسمك؟ فاجابه الصبي (انا راعي غنم مسيحي واسمي شورة) فطلب منه التبخير للاوثان فرفض الصبي ؛مما اثار غضب الوالي فأمر بتعذيبه فاوقدوا نارا تحت قدميه ؛وسلطوا مشاعل نحو جنبيه ؛ثم امر بصب خل وملح علي جراحاته حتي يزيد من عذابه ؛ولما رأي الوالي ثبات الصبي وشجاعته امر ان يذبح كشاه ويعلق علي سور قريته فنفذ فيه الجنود هذا الحكم ونال اكليل الشهادة وتذكار استشهاده يقع في 10 كيهك