الاستشهاد في المسيحية.. دراسة جديدة مع احتفالات النيروز
تستكمل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، احتفالاتها بعيد النيروز، وعلى خلفية الاحتفال أصدر الباحث ماجد كامل عضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي، دراسة حملت شعار «الاستشهاد في المسيحية»، نظرا لان النيروز موسم لتذكار كافة شهداء الكنيسة الذين سالت دمائهم اعترافا بالإيمان المسيحي في حقبة الدولة الرومانية الوثنية.
وقالت في دراسته إنه : «لقبت الكنيسة القبطية عبر العصور بأنها "أم الشهداء" حتى أن أحد المؤرخين قال "لو وضعنا شهداء العالم في كفة وشهداء الكنيسة القبطية في كفة أخرى؛ لرجحت كفة شهداء الكنيسة القبطية".
وقسم العلماء حلقات الاضطهاد العشرة التي مرت بها الكنيسة إلى عشر محطات:
1- عصر نيرون : ومن أشهر شهداؤه القديسين بطرس وبولس الرسولين.
2- عصر دومتيان ( 81- 96 ) : هو الذي أمر بإلقاء القديس يوحنا الإنجيلي في زيت مغلي في روما . كما استشهد في عهده ديونيسيوس الأريوباغي .
3- عصر تراجان ( 98- 117 ) : ومن أشهر شهدائه القديس أغناطيوس أسقف أنطاكية (من الآباء الرسوليين).
4- عصر مرقس أوريليوس (161- 180 ) : ومن أشهر شهدائه القديس يوستينوس الفيلسوف الشهيد (من الآباء المدافعين).
5- عصر سبتمبسيوس ساويرس ( 193- 211 ) :- ومن أشهر شهداءه ليونيدس والد العلامة أوريجانوس؛ والشهيدة بربتوا من قرطاجنة.
6- عصر مكسيمنوس (235- 238). لا يوجد شهداء معروفين له.
7- عصر ديسيوس أو ديكيوس ( 249- 251 ) :- ومن أشهر شهداءه الشهيد العظيم فيلوباتير مرقريوس .
8- عصر فالريان ( 253- 260 ) ومن أشهر شهداءه القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة .
9- عصر أورليان ( 270- 275 ) لا يوجد شهداء معروفين لي .
10- عصر دقلديانوس ( 284- 305 ) وتوجد قائمة طويلة بشهداء عصره .
أسباب اضطهاد الدولة الرومانية للمسيحية
1-المسيحية أتت بمفاهيم جديدة عما عرفها العالم القديم ؛ فلم تفرق بين اليهودي واليوناني والعبد والحر ؛ مما اثار خوف الأمبراطورية الرومانية من هذه الافكار لئلا تهدد بقاءها .
2- المسيحية نادت أنها الديانة الحقة الوحيدة ؛ مما أثارت قلق الأباطرة الرومانيين علي آلهتم .
3- المسيحية علمت بفصل الدين عن الدولة وأنه ينبغي أن يطاع الله اكثر من الناس .
4-اتهام المسيحين بالالحاد وفساد الأخلاق والدعوة إلي أكل لحوم البشر نتيجة فهم خاطيء لسر الأفخارستيا .
دوافع الاستشهاد في المسيحية
من دوافع الاستشهاد في المسيحية كما يحددها المتنيح الأنبا يؤانس في كتابه الرائد "الاستشهاد في المسيحية ":
1- تنفيذ أمر السيد المسيح "من ينكرني أمام الناس أنكره أمام أبي الذي في السموات ( متي 10 : 33 ).
2-العالم وقتي بالقياس إلى الحياة الأبدية.
3- أنهم غرباء في هذا العالم.
4- آمنوا بل تيقنوا أن آلام هذا العالم الوقتي لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن.
ولقد تعددت أشكال العذابات التي شاهدها هؤلاء الشهداء نذكر منها:
1- الحرق.
2- الإلقاء للوحوش .
3- قطع الرأس بالسيف .
4- الجلد .
5- الربط بين شجرتين.
6- التعذيب البدني.
7- الضغط العاطفي عن طريق الإغراء بمنصب أو شهوة.
ولقد صمد الشهداء أمام كل هذه العذابات وتحملوها في صمت؛ وكانت من أسباب التحمل.
1- المعونة الإلهية التي وعد بها الله المضطهدين من أجل أسمه كما جاء في لوقا (21 :- 12- 19).
2- تعاطف الكنيسة كلها معهم.
3-إحساسهم بشرف تألمهم من أجل أسم السيد المسيح.
4- التطلع إلى المجد العظيم الذي ينتظرهم.
مكانة الشهداء في الكنيسة:
1- تذكرهم الكنيسة قبل البطاركة والأساقفة والرهبان؛ لا يتقدمهم سوي السيدة العذراء والطغمات السمائية ؛ في صلوات الأبصلمودية وتحليل الكهنة وأرباع الناقوس والهيتنيات.
2- جمع وتدوين سيرهم وتلاوتها على الشعب في أعيادهم المقدسة.
3- تكريم ذخائرهم بوضعها تحت المذبح؛ أو في أنابيب خشبية ويتم التشفع بهم في الصلوات.
4- بناء الكنائس على أسمائهم.