راعي كنيسة شيكاغو: معذبو الشيوعية أيضا نتذكرهم في النيروز

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، بعيد رأس السنة القبطية المعروف بعيد النيروز.

وقال القمص يوحنا نصيف، راعي كنيسة السيدة العذراء في شيكاغو، إنه: «قد يظنّ البعض أنّ عصر الاستشهاد قد انتهى، لكن في الواقع أنّ الحبّ الصادق للمسيح في كلّ جيل يجعل الإنسان مستعدًّا لبذل كلّ شيء من أجله.. وهناك وقائع معاصرة، تكشف عن روح الاستشهاد التي يتحلّى بها مَن يُحبّون الله بكلّ قلوبهم..».

وأضاف: «يروي لنا أحد الآباء المعاصرين الذين عاشوا داخل أسوار البلاد الشيوعية، التي كانت لا تؤمن بوجود الله وتحارب أولادَه بعنف: قابلتُ أثناء وجودي في السجون الشيوعيّة مؤمنين حقيقيّين مثقَّلةً أرجلهم بسلاسل حديدية يزيد وزنها على خمسة وعشرين كيلوجرامًا، مُعَذَّبين بأسياخ حديدية محمّاه بالنار، مرغَمِين على ابتلاع كميات من الملح دون أن يُقَدَّم لهم الماء فيما بعد، جياعًا، مجلودين.. ومتألمين من البرد.. ولكن في ذات الوقت كانوا يُصلّون بحرارة من أجل معذِّبيهم الشيوعيين. هذا ما لا يمكن للعقل البشري أن يفسرّه. فهو محبة المسيح التي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس».

وتابع: «تَعَرَّضنا لجوعٍ شديدٍ فقد كان كلّ ما نأكله هو كِسرة خبز كلّ أسبوع.. فكُنّا مطروحين أشبه بالهياكل العظمية. وتاه مِنّا عقلنا لدرجة لم نستطع معها التركيز في أيّ شيء، فكانت الصلاة الربانية أطول مما نستطيع إكمالها. فلم نتمكن من تركيز أذهاننا بشكلٍ يساعدنا على ترديدها. ولكن صلاتنا الوحيدة التي كنّا نُكرِّر ذِكرها كانت: "أحبّك يا يسوع».

هذا وأصدر الباحث ماجد كامل، عضو اللجنة الباباوية للتاريخ، دراسة على خلفية احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ببداية التقويم القبطي، والمعروف بعيد النيروز، لتحمل الدراسة شعار «ارتباط الشهور القبطية بالامثلة الشعبية بمصر».

وقال إنه دخلت العديد من الأمثال الشعبية في الشهور القبطية؛ ومن الأمثلة الدالة على ذلك نذكر:- 

1- توت: - ويقع في الفترة من 11 سبتمبر – 10 أكتوبر 

توت يقول للحر موت؛ وذلك بسبب انكسار نسبة الحرارة في ذلك الشهر؛ وهناك أيضا "توت ري ولا تفوت" أي الفلاح الذي لا يستطيع أن يروي أرضه في ذلك الشهر لا يستفيد من زراعتها. وأيضا "التوت الكتكوت ياكل فيه ويموت" حيث قيل أن الكتاكيت تصاب بالأمراض في هذا الشهر. 

2- بابه:- ويقع في الفترة من 11 أكتوبر – 10 نوفمبر

بابه خش واقفل البوابة؛ وذلك اتقاء للبرد في هذا الشهر؛ وقيل أيضا "إن صح زرع بابه يغلب النهابة؛وإن خاب زرع بابه مايجبش ولا لبابة" أي أن كثرة المحصول في بابه مربحة مهما نهب منها. 

3- هاتور:- ويقع في الفترة من 11 نوفمبر – 9 ديسمبر

هاتور أبو الدهب المنتور؛ وقيل أيضا "إن فاتك زرع هاتور أصبر لما السنة تدور" فهو الشهر الأمثل لزراعة القمح.

4- كيهك:- ويقع في الفترة من 10 ديسمبر – 8 يناير

"كياك صباحك مساك؛ شيل ايدك من غداك حطها في عشاك" وذلك كناية عن قصر النهارفي ذلك الشهر وطول فترة الليل.

5- طوبة:- ويقع في الفترة من 9 يناير – 7 فبراير 

"الجو في  طوبة يخلي الشابة كركوبة من البرد والرطوبة" بسبب شدة البرد ترتعش الشابة مثلها مثل العجوزة . 

6- أمشير:- ويقع في الفترة من 8 فبراير- 10 مارس

"أمشير أبو الزعابيب الكتير ياخد العجوزة ويطير" وذلك بسبب كثرة الزوابع والأمطار في ذلك الشهر.

7- برمهات:- ويقع في الفترة من 10 مارس- 8 أبريل

"برمهات روح الغيط وهات" حيث يقع موسم الحصاد ؛وفي هذه الفترة أيضا موسم تفريخ البيض؛وهو غالبا ما يقع الصوم الكبير عند الأقباط ؛ وهم لا يأكلون البيض فيه؛ لذلك قال المثل "عاش القبطي ومات؛ ولا كلش البيض في برمهات".

8- برمودة:- ويقع في الفترة من 9 أبريل – 8 مايو

"برمودة دق العمودة " أي دق سنابل القمح بعد نضجها.

9- بشنس:- ويقع في الفترة من 9  مايو – 7 يونيو

"الشمس في بشنس تكنس الغيط كنس" كناية عن شدة الحرارة.

10- بؤونة:- ويقع في الفترة من 8 يونيو – 7 يوليو

"بؤونة فلاق الحجر" أي من شدة الحرارة ينفلق الحجر. 

11- أبيب:- ويقع في الفترة من 8 يوليو – 9 أغسطس

أبيب فيه العنب يطيب؛ وأيضا ابيب مية النيل فيه تريب "وأيضا" من يأكل الملوخية في أبيب يجيب لبطنه طبيب "فالملوخية غير مستحبة في الموسم الحار؛ لذلك فالذي يأكلها يمرض ونحضر له الطبيب. 

12- مسري:- ويقع في الفترة من 7 أغسطس – 5 سبتمبر

"مسري تجري فيه كل ترعة عسرة" حيث يزداد فيه الفيضان فتغمر كل أرض مصر. 

ويقول القلشقندي في كتابه "صبح الأعشي في صناعة الانشا " على لسان أحد الرحالة "عرفت أكثر المعمور من الأرض؛ فلم أر مثل ما بمصر من ماء طوبة ولبن أمشير وخروب برمهات وورد برمودة ونبق بشنس وتين بؤونة وعسل أبيب وعنب مسري ورطب توت ورمان بابه وموز هاتور وسمك كيهك".