حجز على بيته في الصباح وكرم بعد الظهر.. أزمات في حياة رياض السنباطي
حصل الموسيقار رياض السنباطي على جائزة الثقافة والعلوم العالمية "اليونسكو" عام 1977، بترشيح من اللجنة الموسيقية العليا برئاسة أحمد شفيق أبو عوف.
اشترطت الجائزة أن يكون الحاصل على الجائزة استطاع التأثير في منطقة لها تاريخ حضاري، وألا يكون متأثرا بأي موسيقى أجنبية.
أعقدت اللجنة برئاسة "عوف" تقريرا وتقدمت به للجنة الاختبار، وجاء في حيثياته: "الموسيقار رياض السنباطي هو الوحيد في مصر الذي تنطبق عليه شروط الجائزة، لأنه لم يتأثر بأي موسيقى أجنبية وأعماله الموسيقية الكثيرة وروائعه مع أم كلثوم التي تزيد على مائتي أغنية". حسبما جاء في تقرير نُشر بجريدة "القاهرة" 2005.
لفت التقرير إلى أعمال رياض السنباطي مع أم كلثوم "الأطلال"، و"سهران لوحدي"، و"مصر التي خاطري"، و"هلت ليالي القمر". وآزرت تونس ترشيح "السنباطي" لنيل هذه الجائزة، حيث رشحه المعهد القومي للموسيقى بتونس، وزكاه الفنان صالح المهدي على نفسه حين اعتذر عن قبول ترشيحه لها، قائلًا: "إنني مقتنع بأن السنباطي شخصية عربية آثرت الإنتاج العربي الموسيقي مع حفاظها على أصالة هذا الفن في جميع خصائصه، وإني لا أعتقد أن هناك عربيا واحدا لا يحس بموسيقاه أو ينكر دوره في الموسيقى العربية".
وكان من ضمن المرشحين لنيل الجائزة: لينا ردا فيدو أستاذ العلوم الموسيقية بالبرازيل، وفرينكو خوف مؤلف موسيقى روسيا، وجودمان عازف الكلارينت بأمريكا، وإداورو أيو مدير التعليم الموسيقى بغانا.
يذكر أن الرئيس جمال عبد الناصر منح رياض السبناطي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وتلقى دعوة ليذهب إلى القاهرة ليتلقى الوسام من يد رئيس الجمهورية، وفي صباح يوم الاحتفال جاء المحضر وحجز على بيته بناء على مصلحة الضرائب، وقرر أن يرفض الذهاب إلى الحفلة وتسلم الوسام، وحاولت أم كلثوم وعدد من أصدقائه إقناعه بالذهاب إلى الحلفلة وتسلم الوسام، ورفض وأصر على موقفه قائلا: "أنا لا أفهم كيف تكرمني الدولة وتحجز على الحكومة في الصباح وتعطيني وساما بعد الظهر"، وجلس في منزله يشاهد الاحتفال في التلفزيون، وفي اليوم التالي أرسلت له وزارة الثقافة الوسام إلى بيته.
وحصل "السنباطي" على جائزة الدولة التقديرية 1977، وعلى الدكتوراة الفخرية من الرئيس محمد أنور السادات.