رياض السنباطى: أم كلثوم استغلت نجاح لحن «عبده السروجى» وسجلته بصوتها
رياض السنباطي، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1981، عن عمر ناهز الرابعة والسبعين، واحدًا من أبرز العلامات الموسيقية خلال القرن العشرين.
يصفه الروائي خيري شلبي بـ «بلبل المنصورة»، ولد رياض السنباطي في قرية «سنباط»، والمعروف عنها كثرة من خرجوا منها من الفنانين والمبدعين.
ربطت رياض السنباطي علاقة وطيدة بكوكب الشرق أم كلثوم، حيث كونا ثنائيًا لا يشبه غيره في تاريخ الغناء والطرب العربي، حيث قدم السنباطي لــ أم كلثوم أكثر من ثمانين أغنية، من أبرزها: «من أجل عينيك، الثلاثية المقدسة، القلب يعشق كل جميل، أقبل الليل، حديث الروح، أراك عصي الدمع، إلي عرفات الله، هاسيبك للزمن، شمس الأصيل، قصة الأمس، ثورة الشك، حيرت قلبي معاك، الحب كده، يا ظالمني»، وغيرها من العلامات الفنية في تاريخ كوكب الشرق أم كلثوم.
وعن علاقته بـ أم كلثوم ومشوارهما الفني الموسيقي الذي تشاركاها، يقول رياض السنباطي، في إحدي لقاءاته التليفزيونية، عن أول لحن قدمه لها: Jكلفتني أم كلثوم عليها رحمة الله في أول تعاون بينا بلحنين، من كلمات الأستاذ أحمد رامي، منهما "لحن يا طول عذابي"، واللحن الثاني هو "لما أنت ناوية تهاجريني، أومال دموعك كانت ليه"».
أول ألحان رياض السنباطي في فيلم «دنانير»
وعن أول ألحانه في المجمل، تابع رياض السنباطي: «أول لحن قدمته في حياتي، كان أيضًا لـ أم كلثوم في فيلم «دنانير»، وهو «على بلد المحبوب»، ولحنته علي أن تغنيه أم كلثوم، لكن ما حدث أن أم كلثوم لم تغني هذا اللحن لأسباب لا أعلمها. علي أن مدير استديو مصر أحمد سالم الله يرحمه أعطي اللحن لمطرب آخر، وهو «عبده السروجي».
ويوضح رياض السنباطي: «أن الجمهور تجاوب مع المطرب عبده السروجي، في صالة السينما خلال عرض فيلم دنانير، وغنوا مع السروجي اللحن لكونه لحنا سلس جدًا، للدرجة التي دفعت الجمهور للتجاوب مع السروجي بالغناء خلال العرض السينمائي».
أم كلثوم تستغل نجاح اللحن وتسجله
ويلفت رياض السنباطي إلى أن: «عندما لمست أم كلثوم نجاح لحن أغنية "علي بلد المحبوب"، وتجاوب الجمهور معه وحماسهم له، سجلت اللحن علي أسطوانة بصوتها، وبعدها جاء لحنين وهما: "يا طول عذابي"، واللحن الثاني هو “لما أنت ناوية تهاجريني، أومال دموعك كانت ليه"».
وحول مقابلته لكوكب الشرق أم كلثوم لأول مرة أضاف رياض السنباطي، خلال نفس اللقاء التليفزيوني: «قابلت أم كلثوم أول مرة في وقت الفجرية، حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا، في محطة ”درين"، وهي محطة من محطات خط الدلتا، وكان والدي مطربًا، وكنت أغني معه».
أم كلثوم كانت عائدة من فرح أحييته في قرية بجانب القرية التي كنا نحيي فيها فرح آخر أنا ووالدي، هي في فرح، ونحن في فرح، ومن الصدف العجيبة أننا قد انتهينا من الفرحين في وقت واحد وتقابلنا في محطة قطار "درين" ونحن وهي ــ أم كلثوم ــ في انتظار القطار.
الجو كان باردًا، ووالدي أشار إلى أم كلثوم وقال لي: «يا رياض أم كلثوم أهي»، ووقتها كان اسمها بدأ في البزوغ والازدهار، أبويا راح سلم على والدها الله يرحمه الشيخ إبراهيم، وهي تقدمت نحو وسلمت عليا، وكان هذا هو أول لقاء لي معها وأول مرة أضع يدي في يدها في هذه الساعة وهذا الوقت العجيب، وافترقنا، حتى تقابلنا مرة أخرى عندما حضرت إلى القاهرة وبدأت أشق طريقي وكفاحي في الفن.
ويشدد رياض السنباطي على أن: «أول طريق جدي لي في التلحين كان، مع اللحنين اللذين قدمتهما لـ أم كلثوم، وهما: "يا طول عذابي"، واللحن الثاني هو "لما أنت ناوية تهاجريني، أومال دموعك كانت ليه"».