قبر الأميرة
من أقدم الجرايد النسائية في مصر، جريدة "المرأة الجديدة"، اللي أسستها الأميرة "شيوه كار"، و"شيوه كار" دي اللي هي "شويكار" عادي يعني، بس هم كانوا بـ يكتبوها كدا زمان.
شويكار المذكورة أعزك الله كانت مرات الأمير فؤاد، اللي هو نفسه الملك فؤاد أبو الملك فاروق، بس هو طلقها وبعدين اتجوز نازلي.
طلاق شويكار من فؤاد كان دراماتيكي، هي لما اتجوزته ما كانش معروف إنه هـ يبقى الملك، وحالته المادية مقارنة بيها كانت ضعيفة جدا، هي كانت من أغنى أغنياء العيلة المالكة، يعني من أغنى أغنياء مصر، وهو حي الله أمير على باب الله.
أثناء جوازهم، سلوكه كان مش ولا بد، ويضيع الفلوس في لعب القمار، وهو كان فظ، وهي ما كانتش متحملة نتيجة وفاة أول أبنائها الذكور منه، الأمير إسماعيل اللي ما كملش سنة، فـ هي راحت اشتكت لـ أخوها أحمد سيف الدين، اللي كان وقتها عنده 20 سنة وما عندوش تفاهم.
أحمد سيف الدين راح الكلوب لـ الأمير فؤاد ونشه تلات رصاصات، واحدة منهم جات في رقبته، وسببت له بعدين عاهة مستديمة، وعيب دائم في صوته، لكن ساعة إطلاق الرصاص، الضارب والمضروب افتكروا إنها القاضية، فـ فؤاد قال: "أنا مت" وسيف قال "فينيش".
اتقدم سيف الدين لـ المحاكمة، ودا شيء لافت جدا بـ النسبة لي، وخضع لما يخضع له أي مواطن تاني، ومحكمة الجنايات اللي تقدم لها كانت تحت رياسة أحمد فتحي زغلول، أخو سعد زغلول، وكان حكمها بـ السجن 7 سنين، اتخفف لـ خمسة، وفعلا دخل الأمير الزنزانة، ثم انتشر إنه مختل عقليا، وراح أوروبا كمل حياته هناك.
المهم، بعد طلاق شويكار من فؤاد اتجوزت كذا مرة، وخلفت بنت، بنتها اتجوزت مين؟ أحمد حسنين باشا، ثم إنه طلقها علشان مصاحب نازلي (ويقال اتجوزها) ونازلي اللي هي نفسها نازلي أم فاروق، اللي اتجوزت فؤاد بعد ما طلق شويكار.
رغم كدا، شويكار كانت بـ تعز فاروق ابن نازلي، ما كانش عندها أي ضغينة تجاهه، رغم أي حزازيات بينها وبين أمه، وفاروق ابن نازلي اللي هو الملك فاروق. اللي كان هو كمان بـ يعزها، ويجتهد في إنه يرضيها، ويلبي لها رغباتها.
علاقة فاروق بـ شويكار من الحاجات اللي تدعو لـ التأمل، اللي هو تحس كدا (دا إحساس شخصي) إنها كانت شايفاه المفروض يكون ابنها هي مش ابن نازلي، وهو شايف إنها كان المفروض تكون أمه مش نازلي، وكـ إنهم أم وابن بس نازلي دخلت في النص غلط.
ما علينا، كانت آخر رغبة لـ شويكار إنه يتعمل تصميم خاص لـ قبرها، على أساس يعني مثواها الأخير ما يبقاش كليشنكان كدا، لازم له لمسة رومانتيكية فانتازية، فيها مجاز ما، فـ فاروق استورد له رخام مخصوص من إيطاليا، وأشرف معاها على تنفيذ المقبرة.
تصميم القبر كان على شكل سرير، على أساس يعني إنها لما تموت هـ ترتاح من الدنيا، أو من نازلي.