إلى أين تذهب مقتنيات كبار الأدباء والمفكرين؟
حالة من الجدل شهدها موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إثر الكشف عن تواجد مقتنيات ثمينة للفنان الراحل نور الشريف، في سوق الروبابيكيا، وتضم ألبومات الصور العائلية والجوائز والدروع والنياشين التي حصل عليها وكتبه وأوراقه وبوسترات أفلامه، وهو ما أثار غضبا كبيرا، وجعل الجميع يتساءل عن الأمر.
وهو ما جعلنا نعود بالذاكرة إلى البحث عن مقتنيات كبار الأدباء والمفكرين، وإلى أين ذهبت بعد رحيلهم؛ فمنهم من أوصى بشكل مباشر بعرضها للجمهور كإهدائها لمؤسسات ثقافية، وآخرين تركوا الأمور لأسرتهم يتصرفون فيها كما يشاءون.
في فبراير الماضي؛ افتتحت هدايت تيمور، أرملة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، معرض "رحلة حياة"، الذي يحتوي على صور نادرة ومقتنيات شخصية ووثائق تاريخية للكاتب الراحل، وذلك بعد نقل مكتبته الشخصية إلى مكتبة الإسكندرية، لتكون معرضا دائما يزوره الأجيال.
وكانت أرملة الراحل حسنين هيكل، قد وقعت مع الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية حينها، في فبراير 2019 الاتفاق النهائي لحفظ مكتبة هيكل ومقتنياته ووثائقه الفريدة، بالمكتبة.
وبالفعل تم نقل مكتبته الشخصية إلى داخل مكتبة الإسكندرية، وقام فريق عمل من المكتبة بعمل محاكاة لوضع الكتب والمكتبة كما هي الأجواء بشقته في الدقي، وتدشين أول معرض وثائقي للراحل.
وتم وضع حوالي 4000 كتاب على أرفف المعرض تضم إصداراته في طبعاتها المختلفة، وكتبًا أخرى تتنوع ما بين حقول الأدب والتراث والسياسية والاقتصاد والفنون، كما يضم أيضا مجموعة من أهم أوراق هيكل الشخصية ومنها شهادة ميلاده، وبطاقته العائلية، وشهادة إتمامه للمرحلة التعليم الابتدائي، ونسخة ضوئية من وصيته مكتوبة بخط يده.
ويشمل المعرض مجموعة من جوزات سفره الدبلوماسية والشخصية، كما يُضم المعرض مجموعة من متعلقات الصحفي الكبير الشخصية مثل: ساعة يده، وخاتمه، ومجموعة من أقلامه ونياشينه، فضلا عن عدد من البورتريهات الخاصة به، ومجموعة من الكاريكاتيريات الصحفية التي رسمها أبرز فناني الكاريكاتير له، كذلك يضم مجموعة هامة من مقتنيات الراحل تتضمن عدد من الخرائط التاريخية النادرة لمصر، وبعض الوثائق المكتوبة بخط يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعدد من مسودات كتب هيكل، ومسودات عموده الشهير بالأهرام بصراحة بخط يده.
أما بالنسبة لعميد الأدب العربي طه حسين، فقد اتجهت بعض مقتنياته لمتحف رامتان أو فيلا طه حسين، بعد أن حولتها وزارة الثقافة المصرية إلى متحف لتخليد ذكراه، ويحتوي المتحف على الكرسي الذي كان يجلس عليه طه حسين والمكتب الذي كان يكتب سكرتيره عليه وقاعة الطعام والمكان المخصص لابنه مؤنس وكذلك غرفتان للإدارة.
ويعرض المتحف أيضا بعض المتعلقات للدكتور طه حسين من ملابس وأوسمة عربية وأجنبية وقلادة النيل التي حصل عليها والميداليات التي أعطيت له في مناسبات مختلفة.
أما بالنسبة لمقتنيات الأديب الراحل عباس محمود العقاد، فتتواجد بعضها في متحف عملاق الأدب العربي المتواجد داخل مبنى قصر ثقافة العقاد بكورنيش النيل بمدينة أسوان، ويتكون من من دور أرضى و2 طابق علوى، إذ يحتوي على أثاثات تخص الراحل ومنها حجرة النوم، والروب الشهير الخاص به، فضلا عن القبعة والطربوش والحذاء، وعدة صور فوتوغرافية، وشهادات تكريم قد حصل عليها قبل وفاته.
وشهد الحديث عن مقتنيات الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ أمورا عديدة، فقبل افتتاح متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب بحي الأزهر في عام 2019 من قبل الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة السابق، بالإنابة عن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بحضور أم كلثوم نجيب محفوظ ابنة الكاتب العالمي الراحل، وعدد من المثقفين والأدباء، أعلنت دار "سوثبي" البريطانية عن استعدادها لبيع مقتنيات أرشيف الأديب العالمي في مزاد علني.
ومن بين المقتنيات مسودات أصلية مكتوبة بخط اليد، وقصة غير مكتملة ترجع لفترة الثلاثينيات تسمى "قصة السودان"، وكتاب عن الفلسفة الإسلامية، وأصول لـ"أحلام فترة النقاهة" تصل إلى 300 مخطوط، ومجموعة صور فوتوغرافية، ورسائل شخصية.
اتصالات عدة أجرتها وزارة الخارجية ووزارة الثقافة حينها، أسفرت عن وقف البيع، ولكن ظلت المقتنيات في حوزة "سوثبي"، إلى أن أعلنت وزارتا الثقافة والآثار بمصر، بدء تجهيز تكية أبو الدهب بمنطقة الأزهر لمتحف للأديب العالمي.
ويتكون متحف نجيب محفوظ من طابقين؛ الأول به قاعات للندوات، مكتبة سمع بصرية، مكتبة عامة، مكتبة نقدية تضم أهم الأبحاث والدراسات عن أعمال نجيب محفوظ ، أما الثانى فيضم جناحًا للأوسمة والشهادات التى نالها الراحل وآخر لمتعلقاته الشخصية مع بعض الأوراق بخط يده وقاعة المؤلفات التى تضم جميع أعمال نجيب محفوظ بطبعاتها القديمة والحديثة إضافة إلى الأعمال المترجمة، بجانب قاعة للسينما وعدة قاعات أخرى تحمل أسماء الحارة - رثاء - أحلام الرحيل - أصداء السيرة - تجليات ونوبل.