البطريرك المسكونى: الشباب يواجه تطورات غير مسبوقة فى مجال العلوم والتكنولوجيا
افتتح قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس الأول، مؤتمر شباب البطريركية في تركيا، الذي ينعقد في فندق مركزي في ضاحية بولندية الآسيوية، والذي يشارك فيه شباب من مختلف الكنائس المستقلة والدول واللغات والأجناس.
وأشار قداسته في كلمته إلى اهتمام الكنيسة بالشباب، مؤكدًا أن هذا المؤتمر هو فرصة للشباب للتعرف على بعضهم البعض والتواصل وتبادل الآراء حول الاهتمامات والرؤى المشتركة، وبشكل أكثر تحديدًا، قال قداسته: «نريد التحدث معكم، والاستلهام من أفكاركم ورؤيتكم، نأمل أن تستمتعوا أيضًا بالتعاطف معنا».
وأكد: من المهم بالطبع أن تتعرفوا على بعضكم وتتحدثوا وتكتشفوا أن ما يوحدكم، الإيمان الأرثوذكسي المشترك، يتجاوز الاختلافات في الخلفيات الثقافية، أقوى مما يفصل بينكم في حياة الكنيسة، كانت العناية بالشباب بُعدًا أساسيًا في خدمتها الراعوية وشهادتها في العالم، وكنا الأكبر سنًا، كنا صغارًا ونعيش كشباب تناقضات مجتمعنا والتحديات وأيضًا وجهات النظر الإيجابية وخيبات الأمل.
وأوضح: اليوم، بالطبع يواجه الشباب تطورات غير مسبوقة في مجال العلوم والتكنولوجيا والاتصالات، وتغيرات تاريخية عالمية ضد هؤلاء، الشباب والشابات مدعوون لبناء حاضرهم ومستقبلهم.
وأضاف: كما يحدث دائمًا، يدخل الشباب ثقافة، لكنها لم تخلق، في داخلها، ومع عناصرها، يُدعى إلى بناء مسارها.
وأكد قداسته أن "الكنيسة تريد كل مؤمن، وقبل كل شيء، شبابها الديناميكيون والمبدعون، أناس عطاء، منفتحون على العالم وإخوانهم من بني البشر، مهتمون بالثقافة، في الطريق. من الأشياء البشرية"، بينما أشار إلى أن من سمات المسيحية الإيمان بالقيمة المطلقة للإنسان، والتي تنبع من اعتباره على صورة الله ومثال الخليقة، ولكن أيضًا ككائن، لأنه الذي يصير الله خلاصه إنسانًا ويفتح له طريق "الحرية الصادقة".
ثم أضاف: لسوء الحظ، في عصرنا، يتم تحديد الحرية من جانب واحد مع إمكانية الاختيار.. لكن حقيقة الحرية لا يحكم عليها بما نختار، بل بما نختاره. تؤكد تجربة القرون أن الإنسان لا يستطيع أن يجد الشبع أينما وكيفما شاء. الناس، الذين قدموا خدمات عظيمة للبشرية، تم ربطهم بالدعوة، مع العطاء والخدمة، مع التفاني لهدف سام، للخير. كلهم يضعون الخير وليس تحقيق الذات كهدف من حياتهم. يمنحنا المسيح الحرية التي نحن مدعوون لنعيشها كمحبة. في الكنيسة، المؤمن يتحرر من حبس حقوقه الفردية. الأنا هي "شهوة "، نهم ونهم. لذلك، فإن ما نتمسك به من "الذات الشرهة" يضيع. ما نقدمه مقدس. باب الحرية يفتح فقط إلى الخارج، إنه خروج من أنفسنا. هذه الحرية، عطية السماء التي لا تقدر بثمن للإنسان، تتطلب التزامًا شخصيًا وجهدًا وكفاحًا ومثابرة وصبرًا. لا يوجد شيء مثل "التقوى الورعة".
وأشار البطريرك المسكوني إلى أنه من بين أمور أخرى، هناك تقدم العلم وتأثيراته المتنوعة على حياة الناس. كما تحدث عن تدمير البيئة وعن المبادرات البيئية للبطريركية المسكونية التي تهدف إلى حماية كوكبنا، بيتنا المشترك. من أجل التعامل مع كل هذه المشاكل، لا تكفي التدابير العرضية، ولكن يلزم تحديد أولويات جديدة للقيم، وتغيير في العقلية، والانتقال من موقف" امتلاك" إلى "هو" لا يوجد حل مجزأ. لا يوجد عذر لعدم المبالاة بالتطورات.. لا يجوز لنا أن نعيش في أوهام.