بدر وبدرية
بـ أقلب في أرشيفي، لقيت إنه جريدة "الشعب" سنة 1957 كاتبة خبر، والشعب بتاعة الخمسينات، غير الشعب اللي كانت ناطقة باسم حزب العمل، غير جريدة الشعب الجديد، والشعب اللي بـ أقصدها كانت جريدة عادية زي الأخبار والأهرام والجمهورية، مش متخصصة يعني.
المهم، الخبر بـ يقول إن بنت بدر لاما هتمثل قصاد عبدالحليم حافظ، دا حسب نص المانشيت، وفوق الخبر صورة لـ بدرية رأفت.
طاه، واحدة واحدة، حسب الخبر فـ مخرج الفيلم هو حلمي رفلة، والكتابة لـ أبوالسعود الإبياري، رفلة والإبياري فعلًا عملوا فيلم لحليم 1957، هو "فتى أحلامي"، واللي لعبت البطولة كمان اسمها "منى بدر"، يبقى بطلة فتى أحلامي بنت بدر لاما، صح؟
لأ مش صح، منى بدر مش بنت بدر لاما، ولا حتى بنت بدرية رأفت اللي صورتها كانت فوق الخبر، بدر وبدرية كانوا متجوزين صحيح، إنما حكايتهم كما أعرفها، إنه بدر جه مصر مع أخوه إبراهيم مصادفة، هم كانوا جايين من شيلي رايحين فلسطين، ثم إبراهيم تعب في إسكندرية، وعجبتهم مصر فـ قعدوا.
إبراهيم كان اسمه إبراهام، وبدر كان اسمه بيدرو، لكن لما قعدوا في مصر خففوا الموضوع، وأسسوا شركة إنتاج سينمائي، وكانوا من أوائل الناس اللي عملوا أفلام، وأنشأوا استوديو، وكانوا نجوم كبار: بدر يمثل وإبراهيم كان مخرج ومصور.
ثم إنه بدر اتجوز بنت من أسيوط اسمها جوزفين، لكنه سماها بدرية، عشان يبقى "بدر وبدرية"، وفضلوا كدا حبة حلوين، لـ حد سنة 1947.
بدر جات له جلطة، ومات، وما كانش كمل 40 سنة، إبراهيم طلع بداله ممثل تاني من العيلة، هو سمير عبد الله، بس مش عارف سمير موقعه إيه من العائلة، إنما هو مثل قصاد فاتن حمامة وعفاف شاكر أخت شادية، وشادية نفسها.
ثم إنه الاستوديو بتاعهم اتحرق، وراحت كل حاجة، ثم إنه إبراهيم لاما قتل مراته وانتحر، وبدرية حاولت تمثل، فـ فشلت، وانتهت حكايتهم جميعًا مع السينما المصرية.
إنما منى بدر دي (اللي وقفت قصاد عبدالحليم في الفيلم) اسمها ماري النجار، وبعد "فتى أحلامي" ما مثلتش تاني، ما حبتش السينما من بابها، فـ أنا بـ صراحة مش عارف، منين جاب المحرر إن بنت بدر لاما هـ تمثل قصاد حليم، يعني: هل استنتج كدا من اسمها؟ ولا رفلة أوحى له من باب الدعاية لـ الفيلم، لـ إنه عيلة لاما ما كانش اسمها راح تمامًا؟
ولا إيه اللي حصل؟
الحكاية مش بـ أقولها لـ المعلومات دي في حد ذاتها، إنما لو فكرنا هـ نلاقي حاجات كتير ومصادر أكتر ممكن تديك معلومات ومعطيات، ولو إنت ما عندكش داتا مضادة ليها، تفضل فاكر إنه هو "الصح"، علشان كدا دايمًا أحب أقول "في حدود علمي"، وما أظنه إنه دا الأفضل لينا جميعًا، في الفن، وفي غير الفن.
على العموم، قبل ما أقول لكم فوتك بـ عافية، في الخبر ذاته بـ يقولوا إنه صلاح أبوسيف هـ يقدم وجه جديد، هي الفنانة "لبنى عبدالعزيز"، وزي ما إحنا عارفين، إنه ساعتها قدمها في "الوسادة الخالية"، اللي هو برضه قصاد عبدالحليم في نفس السنة، ومنه له، جي رايح منه له.