الهيدروجين.. قصة نجاح جديدة للطاقات المتجددة في مصر

كشف التقرير ربع السنوي الذي تصدره هيئة تنمية الطاقة الجديدة والمتجددة NREA  نجاح استخدامات الطاقة المتجددة في مصر من خفض ما يقرب من 10 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول العام 2021، بالإضافة إلي وفر في الوقود قدر بـ 4 مليون طن وقود مكافئ خلال العام نفسه، هذا بالإضافة إلي ما سوف تضيفة مشروعات إنتاج الهيدرجين الأخضر من وفر.

وساهمت في تحقيق هذا الخفض من الانبعاثات الكربونية والوقود مشاركة مختلفة ومحدودة من الطاقات المتجددة منها: الطاقة "الكهرومائية" و"الرياح"و"الخلايا الشمشية" و "الوقود الحيوي".

 42 مليون وظيفة بحلول عام 2050

بحلول عام 2050، يمكن إنشاء 42 مليون وظيفة في مجال الطاقة المتجددة في جميع مناطق العالم.وسوف تتوفر هذه الوظائف على مستوي الأقاليم العالمية بحسب جهود كل إقليم في تنفيذ أجندة الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وبحسب الاستراتجية  الوطنية لكل دولة على حدا، ومن المتوقع أن تكون حصة كل إقليم من الـ 42 مليون وظيفة على النحو الآتي:

شرق آسيا 15%، جنوب شرق آسيا 6.7%، باقي الدول الآسيوية 5.2%، دول محيط الباسيفيك 0.3%، الاتحاد الأوروبي 2.7%، باقي الدول الأوروبية 1.7%، الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2.1%، إفريقيا جنوب الصحراء الغربية 2.0%،  أمريكا الشمالية 3.0%، أمريكا اللاتينية وجزرالكاريبي 3.2%.

يؤدي تحول الطاقة إلى دفع مكاسب الناتج المحلي الإجمالي إلى 98 تريليون دولار أمريكي من الآن وحتى عام 2050.

الاستثمارات المتراكمة بين عامي 2016 و2050

وضعت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إيرينا International Renewable Energy Agency (IRENA)، ثلاثة سيناريوهات لمخطط الاستثمارات المتراكمة للطاقة المتجددة عالميًا منذ 2016 وحتي 2050، وكانت كالتالي:

1. السيناريو الأول: تخصيص 13 تريليون دولار استثمارات للطاقة المتجددة، و مثلهم للتحول من الكهرباء التقليدية، و 95 تريليون دولار لمشروعات آخري في مجال البنية التحتية.
2. السيناريو الثاني : ويتعلق بمرحلة ثانية من التحول نحو الطاقة المتجددة، خصصت له الوكالة الدولية للطاقة 27 تريليون دولار استثمارات للطاقة المتجددة، و 26 تريليون دولار للتحول من الكهرباء التقليدية ، و 110 تريليون دولار لمشروعات آخري في مجال البنية التحتية.
3. السيناريو الثالث : يتعلق بالتخلص من الانبعاثات الكربونية وبلوغ صفر انبعاثات كربونية والتحول إلي الطاقة النظيفة، وخصصت له استثمارات في الطاقة المتجددة 38 تريليون دولار، و 27 تريليون دولار للتحول من الكهرباء التقليدية،  و 130 تريليون دولار لمشروعات آخري في مجال البنية التحتية.

مزيج الطاقة بحلول 2050

ستلعب الكهرباء المنتجة باستخدام الطاقة المتجددة و الهيدروجين الأخضر والوقود الاصطناعي دورًا مهمًا في الوصول إلى قطاع يصعب إزالة الكربون منه، إذ ستكون نسب مزيج الطاقة على نحو مساهمة الطاقة التقليدية بـ 2%، والطاقة النووية 0.2%، والطاقة المتجددة 65%، وسيكون نسبة الانبعاثات الكربونية 7%.

يعد تحويل الطاقة بمزيد من الوظائف ، ونمو اقتصادي أعلى ، وظروف معيشية أنظف، ورفاهية محسنة ، وانبعاثات كربونية أقل.

إن تحويل الطاقة من شأنه أن يحسن رفاهية الإنسان، وينعكس ذلك في التحسينات الصحية الهامة من الحد من تلوث الهواء وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وأظهر التقرير وصول إنتاجية الطاقة الكهرومائية خلال عام 2021 حوالي 14 ألف جيجاوات ساعة، بينما سجلت مشروعات طاقة الرياح حوالي 5,4 ألف جيجاوات ساعة، فيما بلغت الطاقة المنتجة من الخلايا الشمسية المتصلة بالشبكة حوالي 4,5 ألف جيجاوات ساعة، هذا فضلاً عن حوالي 12 جيجاوات ساعة مولدة من مشروعات الوقود الحيوي.

وقد ساهم ذلك في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يقارب 10 مليون طن ثاني أكسيد كربون وإحداث وفر في الوقود يقارب 4 مليون طن مكافئ نفط 

"حصاد الطاقة  لعام 2021"

في إطار استراتيجية قطاع الكهرباء التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة والتوسع في استخدم الطاقة المتجددة وترشيد استخدام مصادر الطاقة التقليدية، وفي إطار الإستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة والتي تهدف إلى الوصول بإجمالي مشاركة مصادر الطاقة المتجددة إلى أكثر من أربعين في المائة بحلول عام 2035.

أصدرت هيئة الطاقة المتجددة حصاد الطاقة للعام 2021 والمتضمن رصد مؤشرات وأنشطة الطاقة المتجددة في مصر، ويوضح تقدم الأعمال في مجالات الطاقة المائية، الشمسية، الرياح، والكتلة الإحيائية، فعلى الرغم من تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي سلبيًا، تمكن قطاع الطاقة المتجددة في مصر من إحراز نجاحات، شملت دخول محطة طاقة رياح بقدرة 250 م.و. مملوكة لشركة بريطانية بمنطقة خليج السويس حيز الإنتاج التجاري، وذلك بنظام الإنشاء والتملك والتشغيل BOO.

وكذلك توقيع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة عقد محطة خلايا شمسية لإنتاج الكهرباء بقدرة 50 م.و. بمنطقة الزعفرانة، وكذلك توقيع عقد استشاري لمحطة خلايا شمسية بقدرة 50 ميجا وات في كوم أمبو، وبيع 1,9 مليون شهادة كربون، ، وهو ما يشير إلى التقدم الملموس للاستثمار في الطاقة النظيفة في مصر.

وفي إطار الدور الهام الذي يلعبه القطاع الخاص في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة وذلك جنبًا إلى جنب مع القطاع الحكومي، شهدت قدرات المشروعات قيد التطوير ارتفاعًا ملحوظًا، إذ بلغت 3570 ميجاوات، باستثمارات أجنبية مباشرة تقارب 3,5 مليار دولار، أي ضعف نظيرتها عام 2020. منها 78% لمشروعات طاقة الرياح بمنطقة خليج السويس على ساحل البحر الأحمر ذات سرعات الرياح العالية، و22% للطاقة الشمسية.

وأظهر التقرير وصول إنتاجية الطاقة الكهرومائية خلال عام 2021 حوالي 14 ألف جيجاوات ساعة، بينما سجلت مشروعات طاقة الرياح حوالي 5,4 ألف جيجاوات ساعة، فيما بلغت الطاقة المنتجة من الخلايا الشمسية المتصلة بالشبكة حوالي 4,5 ألف جيجاوات ساعة، هذا فضلاً عن حوالي 12 جيجاوات ساعة مولدة من مشروعات الوقود الحيوي.

وقد ساهم ذلك في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يقارب 10 مليون طن ثاني أكسيد كربون وإحداث وفر في الوقود يقارب 4 مليون طن مكافئ نفط، وهو ما يبرز الدور الكبير للطاقة المتجددة في مجابهة تغير المناخ المنتظر عقد مؤتمر الأطراف السابع والعشرين COP 27، في نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ.

وعلى صعيد المشروعات الصغيرة، حقق مشروع نظم الخلايا الشمسية الصغيرة Egypt-PV استثمارات وصلت إلى حوالي 118 مليون جنيه لإجمالي قدرات 9 ميجاوات، ساهمت في انتاج ما يقرب من 13 مليون كيلو وات ساعة من قدرات المحطات الشمسية الصغيرة والتي بلغ عددها 125 محطة مما أدى الى خفض الانبعاثات الى 9 ألف طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون.

وعلي مستوي بناء القدرات، فقد تم تدريب قرابة الألف شخص، مما يشير إلى الإقبال على مجالات الطاقة المتجددة، وفتح المزيد من فرص العمل. وقد ساهمت فيها هيئة الطاقة المتجددة بنحو 68%، ومشروع الخلايا الشمسية الصغيرة بنحو 20%، والنسبة الباقية من جهات أخرى.