انطلاق القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا بتونس
انطلقت اليوم السبت، بالعاصمة التونسية فعاليات القمة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا "تيكاد 8"، التي تستضيفها تونس على مدى يومين بمشاركة 66 وفدًا من دول إفريقية واليابان ومنظمات إقليمية ودولية، و22 رئيس دولة وملك ورؤساء حكومات والمفوضية الإفريقية ومنظمة الأمم المتحدة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والبنك الإفريقي والبنك الدولي ومنظمات اقتصادية دولية.
ويرأس وفد مصر إلى القمة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ومن المقرر أن يُلقي رئيس الوزراء كلمة خلال الجلسة العامة الأولى المخصصة لمناقشة الموضوعات الاقتصادية، كما سيعقد عددًا من اللقاءات الثنائية على هامش مشاركته في القمة.
وتتمحور أعمال القمة حول "أولويات التنمية في إفريقيا لمرحلة ما بعد جائحة كورونا"، وتتوزع على ثلاث محاور أساسية هي "تحقيق نمو مستدام وشامل مع الحدّ من التفاوت الاقتصادي"، و"بلوغ مجتمع مستقرّ ومرن قوامه الأمن الإنساني" و"بناء سلم واستقرار مستدامين من خلال دعم المجهودات الذاتية لإفريقيا".
وتعد "تيكاد" منتدى مفتوحا وشاملا يجمع كافة البلدان الإفريقية وشركاء التنمية، بما في ذلك المنظمات الدولية والإقليمية والبلدان المانحة والدول الآسيوية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، التي تعمل في مجال التنمية في إفريقيا.
ويهدف مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا "تيكاد" إلى تعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين القادة الأفارقة وشركاء التنمية بشأن القضايا المتعلقة بالنمو الاقتصادي والتجارة والاستثمار والتنمية المستدامة والأمن البشري والحوكمة، ودمج الأولويات الإفريقية في جداول أعمال التعاون الدولي للشركاء والمانحين، وحشد الدعم لمبادرات التنمية في القارة، وتوفير مبادئ توجيهية أساسية وشاملة حول التنمية فيها، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين آسيا وإفريقيا مع التركيز على التنمية في إفريقيا.
وكانت القمة السابعة للتيكاد قد عقدت بمدية يوكوهاما اليابانية خلال الفترة من 28 - 30 أغسطس 2019 تحت شعار "دفع التنمية الأفريقية من خلال الشعوب والتكنولوجيا والابتكار"، بمشاركة ممثلين عن الجهات الدولية الداعمة، وفى مقدمتها الأمم المتحدة وبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة ومفوضية الاتحاد الأفريقى والبنك الدولى، وسيركز المشاركون فى المؤتمر على 3 قضايا رئيسية للتعاون بين الجانبين تتمثل فى التحولات الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال من خلال تشجيع الاسثثمارات الخاصة والابتكار، وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام بالمجتمعات.
وأثبتت مؤتمرات تيكاد منذ انطلاق قمتها الأولى عام 1993 أنها إحدى المنصات المهمة التى تجمع مختلف الشركاء معا لدعم أفريقيا وتطلعاتها التنموية، حيث ساهمت فاعليات التيكاد فى تحسين الأوضاع الاقتصادية والتجارية بالقارة الأفريقية من خلال توفير اليابان للمساعدات الاقتصادية والفنية لعدد كبير من دول القارة.
وعقدت القمم الأربع الأولى من التيكاد باليابان خلال الفترة من عام 1993 حتى 2008 بمعدل قمة كل 5 سنوات، وتم اختصار مدتها الزمنية خلال القمة الخامسة التى عقدت بمدينة يوكوهاما اليابانية عام 2013 إلى مرة كل 3 سنوات، بينما تبنى المشاركون بالقمة السادسة التى عقدت بالعاصمة الكينية نيروبى عام 2016 - والتى تعد أول قمة للتيكاد تقام خارج اليابان - قرارا بعقد القمة بالتناوب بين اليابان وأفريقيا.
وخلال قمة التيكاد الأولى عام 1993، تعهد المشاركون بمواجهة التراجع فى المساعدات التنموية المخصصة للقارة الأفريقية وتعزيز الإصلاحات السياسية والاقتصادية وزيادة المساعدات التنموية من جانب القطاع الخاص.
وخلال قمة التيكاد الثانية التى عقدت عام 1998 ناقش المشاركون تحديات التنمية فى القارة الأفريقية وسبل تقليص معدلات الفقر وتعزيز التكامل بأفريقيا، بينما تعهد الزعماء المشاركون فى قمة التيكاد الثالثة عام 2003 بتنفيذ مبادرة التيكاد بشأن دعم الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (النيباد) والتى تعد رؤية أفريقية لاستراتيجية شاملة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلام بالقارة السمراء.
وتتمثل أهداف النيباد - التى دمجت في أجهزة الاتحاد الأفريقي بموجب قرار قمته في أديس أبابا فبراير 2010 كهيئة فنية تابعة له - فى القضاء على الفقر، تحقيق التنمية المستدامة، إنهاء تهميش القارة الأفريقية، تمكين المرأة، دمج الاقتصاد الأفريقى مع الاقتصاد العالمي، الاعتماد على الموارد الذاتية، الشراكة بين الشعوب الأفريقية، تحقيق التكامل الإقليمي والقارى، تنمية التنافسية لدول القارة، والشراكة مع الدول المتقدمة من أجل تقليص الفجوة بينها وبين أفريقيا.
وخلال قمة التيكاد الرابعة عام 2008 ركز الزعماء المشاركون على 3 أولويات تمثلت فى تعزيز النمو الاقتصادى، ضمان "الأمن البشرى" بما فى ذلك تحقيق الأهداف الواردة فى مشروع الأمم المتحدة للألفية الجديدة ودعم السلام والحوكمة، ومواجهة قضايا البيئة والتغيرات المناخية.
وفي قمة التيكاد الخامسة عام 2013 - والتى تزامنت مع الذكرى العشرين لإنشاء التيكاد والذكرى الخمسين لتدشين منظمة الوحدة الأفريقية التى تحولت فيما إلى الاتحاد الأفريقى - ركز الزعماء المشاركون فيها على 3 قضايا رئيسية تمثلت فى الاقتصاد القوى والمستدام، المجتمع النشط والشامل، والسلام والاستقرار بالقارة الأفريقية.
كما وفر "إعلان نيروبى" الصادر فى ختام قمة التيكاد السادسة إطارا لتعزيز التعاون التنموى بين اليابان والقارة الأفريقية من خلال توقيع حوالى 73 مذكرة تفاهم مشتركة لدعم التعاون فى مجال التنمية المستدامة، إقرار مشروعات هامة من بينها مشروع تنمية ميناء مومباسا الكينى، مشروع تنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة بمومباسا، ومحطة كهرباء أوكاريا الحرارية ومشروع توسيع طريق نجونج وغيرها.