صناعة الحصير.. «بُساط» البشوات والفقراء في الوادي الجديد
تعد “الحصيرة السمر” من أهم الأدوات التي كانت تستخدمها ربات البيوت قديماً في محافظة الوادي الجديد، وكانت حاضرة ضمن مستلزمات البيوت في جهاز العروس قديما، حيث تربي عليها بشوات وقامات في بلد الواحات.
ويصنع الحصير السمر من حشائش البوص والسمر “الغاب” الموجود في المصارف الزراعية، وكان الحصير يصنع قديما بشكل يدوي من حشائش الحلفا التي تنمو طبيعيا دون زراعة و البوص ذات اللون البيج الفاتح، أما الخيوط التي تربطه فقد صنعت من ألياف الكتان، لكنه في الفترات الأخيرة ومع التطور التكنولوجي تحولت صناعته إلى الميكنة.
يبدأ صانعي الحصر في الصناعة فور قطع الحشائش وهي خضراء حتي يتمكن من ثنيها يمينا وشمالا دون أن تتكسر، كما كان يستخدمون الحبل الليف وكان يسمي"السدة"، وكان طول الحصير من متر وحتي 8 أمتار، حيث كانت تدر على صانعها اموال كثيرة من صناعتها وبيعها حيث كان يكثر عليها الطلب صيفا وشتاء
واشتهرت منطقة عبد الحي بقرية الجديدة قديما بصناعة الحصير، حيث تتطلب هذه الصناعة جهدا ومهارة فائقة، وتختلف تسميات الحصير من مكان لآخر، فقد يطلق عليه كثيرون "الحصير" فيما يسميه آخرون بـ"البساط" لكنه في النهاية صناعة يدوية حرفية تنتقل من جيل إلى آخر بالتوارث والتعلم بالاحتكاك والملاحظة والتدريب العملي وليس النظري.
وتتكون أدوات صناعة الحصير من "العدة" والتي تتكون من مشط وخوابير والسدة والقرن والذي كان يستخدم في شد الحصير بعد جفافة لتناسق طول الحصير في الشكل.
وتصنع الحصير على لونها الأصلي المتميز بها وهو اللون الأصفر الفاتح ولتزينها يستخدم خيوط ملونه ويرسم عليها حسب الطلب.
الجدير بالذكر أن هذه الحصر وجدت فى المقابر المصرية القديمة، حيث نقشت على جدران مقبرة (ببتى حست) التى يرجع تاريخها إلى الأسرة الثانية عشر، والمواد الأساسية التي استعملت فى صنع الحصر القديمة، تشمل: «البوص والسمار وبعض الحصر مصنوعة من الحشائش».