تراث وفن.. «سارة» تمزج سحر بيوت النوبة بالجلود لتصنيع شنط «هاند ميد»
تأثرها بأرض الذهب، وجمال بيوت النوبة، جعلها تنظر لذلك المكان المميز بعين الفنان، فرأت أن هذا التراث والتصميمات المعمارية وتلك الألوان التي تشع بالحيوية، بجب أن تصل للجميع خارج أرض النوبة.
«سارة» ابنة الإسكندرية، اختارت أن توظف موهبتها ودراستها وحبها للفن والألوان، في تصميم شنط هاند ميد تحمل كل منها شكل منزل من بيوت النوبة، لتجعلك تبحر في مزيج من الألوان والتراث بلمساتها الفنية.
قالت سارة مؤمن، 26عامًا، بكالوريوس التربية النوعية، وحاصلة على ماجستير في الأشغال الفنية، إن فكرة تصميم البيوت النوبية على الجلود؛ بدأت معها من تمهيدي الماجستير، وهي لأول مرة يتم إستخدام العمارة النوبية في الأشغال اليدوية وتنفيذها على الجلود، لافتة أن ما جذبها للتراث النوبي هى الألوان الجميلة الزاهية.
وأضافت لـ«الدستور» أن أصول عائلتها من أسوان، ولكنها ولدت وتعيش في الإسكندرية ولم تزور النوبة إلا عندما اختارت رسالة الماجستير، والتي عنوانها: «استحداث مشغولات فنية مستوحاه من الهيئات البنائية الشكلية للعمارة النوبية باستخدام الأساليب التقنية للتلوين على الجلد».
وتابعت أن حبها للأشغال الفنية جعلها تبدأ بتطبيق دراستها عمليا ليكون بداية مشروع خاص بها، حيث كان مشروع تخرجها في البكالوريوس هو رسومات فنية وأشغال يدوية على شنط من الجلد هاند ميد، وكان بهما روح النوبة، برغم أن الفكرة لم تكن خطرت في ذهنها حينها، وعقب التخرج في 2018، ولحبها لدراستها والألوان بدأت في تنفيذ مشروعها على الجلود وتصميم شنط بأشكال مختلفة تحمل تراث بيوت النوبة لتطبيق ما تدرسه في الماجستير.
وأشارت إلى أنها كانت تدرس مادة في الماجستير تقوم من خلالها بتجربة العمل على جميع الخامات، حيث وجدت أن أفضل مادة لتنفيذ التصميمات الخاصة بها هي الجلد، لتحملها إضافات خامات عديدة عليها مثل الخيوط، والنحاس والأسلاك، والتي تبرز تصميمات البيوت النوبية التي اختارت أن تكون موضوع رسالتها ومجال عملها.
وتابعت أنها تبرز رموز بيوت النوبة التي تتواجد على المباني النوبية، حيث أنها درست كل رمز على حدى، مثل رمز المثلث، فأكثر بيوت النوبة تعتمد على المثلت، والذي يرمز إلى السمو والعلو، فضلا عن أن المثلث يدخل في عمل الأحجبة للحماية من الحسد، و هناك رمز الكف للحماية من الحسد أيضًا، ورمز السمكة لجلب الرزق، موضحة أنها قررت أن يكون التصميم ليس للرمز فقط، بل لشكل البيت كله، فصممت كل شنطة بشكل بيت من بيوت النوبة.
وعن طرق تنفيذ التصميمات على الشنط، أوضحت أنها تبدأ برسم التصميم على ورق، ثم عمل بترون الشنطة، و اختيار نوع الجلد والتقنيات التي يتم تنفيذ التصميم بها، حيث تتنوع التقنيات والألوان المستخدمة، والصبغات من البيجمنت، والاكريلك، التلوين بالخيوط، وتتنوع أنواع الجلود بين (كواري، حور، ماعز)، ويتم اختيار نوع الجلد بناءً على التقنية التي سوف ينفذ بها التصمم.
ولفتت إلى أنها نفذت العديد من الشنط بأشكال مختلفة من الشنط العادية، وشنطة حزام، وشنطة باك، وجميعها تحمل تصميمات البيوت النوبية بألوانها الزاهية مع الاحتفاظ بقيمة الجلد أن تكون ظاهرة.
وأكدت سارة أنها تلقت دعما كبيرا من والديها، اللذين كانوا يشجعوها دائمًا في دراستها وعملها، حتى حصلت على المركز الثالث على الدفعة في البكالوريوس، واستكملت دراسات عليا وحصلت على الماجستير منذ شهر فقط، مشيرة إلى دعم جميع أساتذتها في الجامعة، فضلا عن دعم زوجها الدائم لها سواء اثناء الماجستير أو في مشروعها التي بدأته.
تحلم «سارة» أن يكون لها ماركة «براند» خاص بها، وأن يعرف الجميع التصميمات الخاصة بها التي تظهر النوبة، وأن تتوسع في مشروعها الصغير وتستطيع التسويق له حتي يصل للتصدير، ويكون هذا المشروع بداية لها، ويفتح باب رزق لآخرين، مع الحفاظ على أن يظل بنفس طابع الهاند ميد.