ألمانيا تؤكد الدور المحورى لبلادها فى مهمة مينوسما بمالى
أكدت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك، الدور المحوري لبلادها بالنسبة لاستمرار مهمة مينوسما الأممية في مالي في ضوء النقاش حول احتمال انسحاب جنود الجيش الألماني من هذه المهمة.
وخلال فعاليات اليوم المفتوح للحكومة الألمانية، قالت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر في مقر الخارجية اليوم الأحد: "إذا انسحبنا سيقول عشرات الأوروبيين (الدول الأوروبية) سنرحل نحن أيضا".
جاء ذلك خلال جولة نقاشية بعنوان "كيف تتكيف السياسة الخارجية مع زمن الحرب والصراعات التجارية والصراعات على الموارد؟".
وأضافت بيربوك: "كان من المهم بالنسبة لي دائما أن أقول إنني أود البقاء في مالي فعلا، لأن هذه مهمة تضمن إمكانية القيام بالمساعدة التنموية والمساعدة المدنية"، ونوهت إلى وجود عشرات الميليشيات "الإرهابية" في مالي.
وتابعت بيربوك: "إذا انسحبنا من هناك، فلن يمكننا عندئذ أن ننفذ العديد من هذه المشروعات وهي مشروعات مياه ومشاريع مجتمعية قروية. وأنا ببساطة يساورني قلق كبير من أن نتخلى عن مئات الآلاف من الناس".
ورأت بيربوك أنه على الحكومة الألمانية من ناحية أخرى أن تضمن أمن جنود الجيش الألماني في مالي، وقالت إنه يجب الآن تقييم ما إذا كان من الممكن الإبقاء على المهمة ولفتت إلى أن استمرار عمل المهمة يتطلب "بعض القرارات المهمة من أجل ضمان أمن الجنود".
كانت الحكومة الفرنسية أعلنت، يوم الاثنين الماضي، سحب آخر جنودها المشاركين في عمليات بارخان لمكافحة الإرهاب في مالي وغادرت المعسكر الموجود في مدينة جاو التي يتمركز بها معظم الجنود الألمان. وجاء ذلك بعد مرور ستة أشهر على إعلان باريس، أنها سوف تنهي وجودها العسكري في الدولة الواقعة غربي إفريقيا.
كانت مالي التي يبلغ عدد سكانها زهاء 20 مليون نسمة شهدت ثلاثة انقلابات عسكرية منذ 2012 ويعتبر الوضع السياسي فيها غير مستقر إلى أبعد حد، وتخضع البلاد منذ آخر انقلاب في مايو 2021 لقيادة حكومة انتقالية عسكرية يُعْتَقَد أن لها علاقات وثيقة مع روسيا.
ويشارك الجيش الألماني في مهمة مينوسما بأكثر من 1000 جندي في الوقت الراهن.
وكان جنود ألمان وبريطانيون تابعون لمهمة مينوسما لاحظوا وصول قوات يبدو أنها قوات روسية إلى مطار جاو يوم الثلاثاء الماضي أي في اليوم التالي لانسحاب القوات الفرنسية.