العقل والمال وأم يزيد بن معاوية
فيلم "العقل والمال"، بـ يبدأ بـ موقف (أبيض وأسود) من زمنا المعاصر.
في ذلك الموقف يحصل خلاف في الرأي بين البطل والبطلة، البطل كمان كان واقع تحت تأثير صديقه (توفيق الدقن) اللي مش عايزه يتجوز، والبطلة عايزاه يتجوز، فـ هي تطلب منه إن يقرا رواية أسطورية، بعدها يقرر.
يفتح البطل (إسماعيل ياسين) الرواية، فـ ننتقل لـ القصة الأسطورية (بـ الألوان)، الحدوتة تبدأ بـ حوار بين المال والعقل، المال يجسده عبد العليم خطاب، والعقل زكي إبراهيم.
(لو مش عارفهم: عبد العليم خطاب خال هنادي في "دعاء الكروان"، وزكي إبراهيم العفريت في "عفريتة هانم")
العقل طبعا فقير، عايش في عشة تقريبا، وكل مفردات حياته بـ عافية، فـ المال بـ يسخر من كل تفصيلة، ويقعد يقول له:
إيه البيت اللي إنت عايش فيه دا؟ إيه الهدوم اللي إنت لابسها دي؟ إيه اللي إنت بـ تاكله دا؟ إلخ إلخ
في كل مرة، العقل كان بـ يرد بـ بيت شعر، أبيات الشعر المستخدمة في المشهد كلها من قصيدة واحدة، وهي مش تأليف عباس كامل طبعا (كاتب السيناريو والحوار) ولا حتى لـ شاعر معاصر، إنما من قصيدة لـ شاعرة عربية مختلف هي مين.
إنما الرواية الأكثر انتشارا لـ نسبة القصيدة، حتى لو مش دقيقة تاريخيا، إنها ميسون بنت بحدل الكلبية، إحدى زوجات معاوية بن أبي سفيان، وأم يزيد بن معاوية.
تقول الحدوتة، إن ميسون كانت أساسا عايشة في قبيلتها، حياة بدائية جافة صعبة، فـ لما معاوية اتجوزها، نقلها دمشق، وعيّشها في قصر منيف طبعا.
لكنها كانت دائمة التبرم، لـ إنها لا تفضل هذه الحياة الطرية، وحاسة طول الوقت بـ حنين لـ العيشة البدائية، وفي النهاية كتبت القصيدة المذكورة:
لَبيتٌ تخفق الأرواح فيه
أحب إليّ من قصر منيفِ
ولبس عباءة وتقر عيني
أحب إليّ من لبس الشفوف
إلخ إلخ
عباس كامل استخدم الأبيات دي، بـ حيث إنه كل ما المال يقول حاجة، العقل يرد عليها بـ بيت.
لما شفت الفيلم أول مرة بـ تركيز، بعد مشاهدة الصبا العابرة، عجبتني اللعبة دي، وكان عندي فضول هـ يستخدم كل بيت إزاي، خصوصا بيت "الكلب". لـ إنه في حياة البادية كانوا يحبوا تربية الكلاب ومصاحبتها، على عكس الحواضر زي دمشق (وزي مكة ويثرب كمان اللي هم يعتبروا حواضر بـ النسبة لـ الأعراب)
في الحواضر، بـ يتعاملوا مع الكلاب على إنها كائنات مزعجة نجسة منفرة، بينما البوادي ما عندهمش المشكلة دي. الحواضر كانت تفضل القطط، خصوصا لو زي دمشق كدا مرفهة.
ميسون قالت في القصيدة:
"وكلب ينبح الطراق دوني
أحب إليّ من قط ألوفِ"
إنما عباس كامل قفل المساجلة بـ البيت دا بعد ما غيره قليلا
خلاه:
"وكلب ينبح الطراق دوني
أحبّ إليّ من بقْفٍ سخيفِ"
دماغ برضه عباس! إنما يبدو والله أعلم إنه الدماغ دي كانت سبب في عدم انتشار الفيلم، وتكبده خسائر مالية فادحة، إنما مش مهم، المهم أنا اتبسطت.