دكتور محمد نصر الجبالى: 20 ترجمة من معانى القرآن لمترجمين روس
حول اهتمام الثقافة الروسية بالأدب المصري ومبدعيه، والتشابهات بين الأدبين المصري والروسي، قال الدكتور محمد نصرالدين الجبالي، رئيس قسم اللغة الروسية بكلية الألسن جامعة عين شمس، خلال لقائه في برنامج وصف مصر: «الأدب الروسي أكثر عراقة في بداياته وتكونه، فالأدب الرومسي منذ القرن الـ18 كانت به اتجاهات أدبية واضحة، وبلغ ذروة مجده في القرن الـ19 والذي يسمي بالعصر الذهبي للأدب الروسي».
وتابع «الجبالي»: «تأثر الأدب المصري وكثير من الأدباء المصريين بالأدب الروسي وتقاليده، ومنهم على سبيل المثال الكاتب الكبير يوسف إدريس، والذي تأثر بكاتب القصة الأول والأشهر في العالم تشيكوف، كما تأثر نجيب محفوظ بالأدب الروسي، وهو ما كان قد أعلنه في أحد مقالاته بجريدة الأهرام».
وأوضح «الجبالي»: «في نفس الوقت كان الأدب المصري بشكله الحديث قد تأثر بالأدب الروسي، ولكن إذا تتبعنا جذور الأدب المصري فهو أكثر قدمًا، وقد اهتم الروس بالأدب المصري وعلم المصريات، وكانت بداية اطلاعهم على النقوش والكتابات على المعابد، حتى أنه قد صدر كتاب في الخمسينيات، بعنوان "ماذا كان يقرأ المصريون منذ أربعة آلاف سنة؟"، باللغة الروسية، فالأدب المصري القديم كان باعثًا لاهتمام العلماء الروس خاصة ممن درسوا المصريات، وكذلك المستشرقين.
ولفت «الجبالي» إلى أن الروس سبقوا في ترجمة الأدب المصري القديم باللغة الروسية، فبدأوا مبكرًا في ترجمة الآثار العربية مثل ألف ليلة وليلة، وترجمة معاني القرآن الكريم والتي كانت بداية لترجمة الكتب الدينية المقدسة، ويكفي القول بأن هناك 21 ترجمة لمعاني القرآن الكريم، منها 20 ترجمة ترجمها الروس، وترجمة وحيدة للدكتورة سمية عفيفي، والدكتور عبدالسلام المنسي.
أثر فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل
وذكر الدكتور محمد نصر الجبالي، خلال لقائه في برنامج وصف مصر، أن فوز الروائي نجيب محفوظ بجائز نوبل للآداب، كان من أحد الأسباب المهمة لترجمة أعماله إلى اللغة الروسية، وتقريبًا ترجمت كل أعماله للروسية، وهو الأديب الوحيد المصري الذي ترجمت جميع أعماله، ويليه كاتبنا الكبير توفيق الحكيم، فهناك عدد كبير من كتاباته ترجمت على فترات إلى اللغة الروسية أيضًا، وأيضًا الدكتور طه حسين من الكتاب الذين ترجمت أعمالهم للغة الروسية.
ولفت «الجبالي» إلى: «الأهم من ذلك أن هذه الترجمات كانت تصدر مصحوبة بمقدمات وافية تتناول تطور الأدب المصري، ودور هذا الأديب أو ذاك في تطور الأدب المصري، تطور القصة المصرية، المسرح، الرواية، كما أن هناك كتابات ومؤلفات روسية تناولت تاريخ الأدب المصري، لم تكن هذه الكتب فقط مترجمات، وإنما كتابات مؤلفة ودراسات تستعرض تاريخ الأدب المصري وتطوره».
وشدد «الجبالي» على أن الشيخ محمد عياد الطنطاوي هو من وضع لبنة مدرسة الاستشراق، والتي تتلمذ فيها العديد من المستشرقين الروس، وكان من بين تلاميذه المستشرقان الروسيان نيقولاي موخين ورودلف فري، وكان ولع المستشرقين الروس بمصر من خلال شخصية الشيخ محمد عياد الطنطاوي، فمنهم من عايشه، ومنهم من تأثر به حتي وإن لم يعاصره، فقد كانت شخصيته ملهمة.
وأوضح «الجبالي»: «تحتل مصر والأدب المصري مكانة كبيرة جدًا في الترجمات التي ترجمت إلى اللغة الروسية، وهو أمر طبيعي جدًا ومفهوم؛ نظرًا إلى أن الكم الإبداعي المصري كبير، رغم أن المدرسة الروسية في الاستشراق كان بها تنويع وتوزيع للمترجمين والمستشرقين على الدول أو المناطق العربية المختلفة، فعلى سبيل المثال الأدب المغربي، كان هناك من المترجمين الروس من هو متخصص في ترجمته، وهناك من هو متخصص في الأدب السوداني، وتعد "فاليريا كيربيتشينكو" المتخصصة رقم واحد في الأدب المصري، وهي أكثر من الأدب المصري، ليس فقط نجيب محفوظ ويوسف إدريس، إنما ترجمت أيضًا لبهاء طاهر، ويوسف القعيد.